Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

23‏/02‏/2010

عجائب غريزة العد

هناك أشياء وأمور تعودنا على التعامل معها في حياتنا اليومية، ولا يمكن أن نستغني عنها ، ولم نمنح لأنفسنا فرصة لنتخيل يوما أن هذه الأشياء لم تكن موجودة أو معروفة ولم نجرب الاستغناء عنها لنعرف مدى أهميتها لنا، وهناك أمور بسيطة جدا في ظاهرها ولكنها غيرت وجه الأرض ونقلتنا من عوالم بدائية إلى عالم متطور نتحكم في كل شيء فيه بضغطة زر، ومن هذه الأشياء الأرقام التي تحيط بنا من كل جانب فمن الجريدة التي بين يديك الآن والكرسي والطاولة وهاتفك الجوال وحاسوبك وساعة يدك وغيرها الكثير، كلها صنيعة الأرقام، فمن دون الأرقام والحساب أو العد لايمكن أن نصنع هذه الأشياء ولا أن نتعلم أو نتعالج، ولك أن تتخيل مستشفى من دون نظام مواعيد مثلا ، رغم بساطتها الآن وسهولة استخدامها إلا أن الإنسان استغرق قرونا لإيجاد الأرقام وتطوير العد من الجمع والطرح إلى أعقد العمليات الحسابية.

فالعد غريزة منحها الله للبشر لإدراك ما حولهم وقديما كانوا لايعرفون سوى واحد واثنين أما ثلاثة فتعني ثلاثة وأكثر كما في اللاتينية Tres والفرنسية Tre`s والإنجليزية Trice ،وتسأل الكثير من العلماء هل هذه الغريزة موجودة لدى غيرهم من المخلوقات؟ وقام العلماء بتجارب عديدة ومشاهدات اكتشفوا من خلالها أن الطيور والحشرات لديها نفس الغريزة ولكنها لا تحس بأكثر من العدد أربعة كحد أقصى، أما الخيول والكلاب وغيرها من الحيوانات الأليفة فليس لديها أي إحساس عددي ويعتبر النحل من أكثر المخلوقات إحساسا بالأعداد بعد البشر، ومن عجائب هذه الحشرة إنها تستطيع تقدير المسافات والتعبير عنها بعدد من الرقصات وبأشكال مختلفة لتدل باقي النحل على مكان الرحيق وكلما بعدت مسافة الحقل قل عدد الرقصات فتذهب الشغالات إلى المكان دون الحاجة إلى اتباع النحلة الأولى، أما حشرة (جينوس ايومينوس) فقد وجد المختصين إنها تضع كل بيضة في خلية وتضع في كل خلية عدد متساويا من اليرقات ليتغذى عليها الصغير حين تفقس البيضة فتارة تضع خمس يرقات إذا كانت ستفقس ذكرا أوعشر يرقات إذا كانت أنثى لأن حجم الذكر يكون لدى هذه الحشرات أصغر بكثير من الأنثى ، فسبحان من خلق فأبدع وقدر فهدى .

وكان الفلاسفة والعلماء قبل قرون من الزمن يؤمنون بأنه ليس هناك صدفة وأن كل ما يحدث مقدر له ومحسوب من قبل الإله، فينظر العالم الروماني (فيثاغورس) صاحب النظريات الرياضية الشهيرة التي منها (مثلث فيثاغورس) وأتباعه إلى الأرقام نظرة تقديس ويعطون لكل رقم معنى ويربطونه بصفة من الصفات الإنسانية فالواحد لديهم يمثل العقل والأربعة العدل ومن هنا نشأ علم numerology وهو العلم الذي يربط بين الأرقام ومجريات الحياة واستخدموه لرسم صورة لحياة الشخص منذ ولادته وحتى وفاته وربطوا بينه وبين الاستبصار والتنجيم .

وعلى مر العصور طور الإنسان هذه الغريزه فقد بدأ العد باستخدام المقارنة والمطابقة أي واحد لواحد ولازال رجال القبائل الهندية في ولاية أريزونا يحملون كيسا من الحجارة يطابق عدد ما يملكونه من خيول ثم استخدامه اليد في العد حيث كانت ترمز إلى خمسة والرجل إلى عشرة واستخدامه اليدين للدلالة على أعداد لا حصر لها ومن هذه الطرق ما تعلمته منذ وقت قريب لتسهيل عملية الضرب لأبنائي دون استخدام الآله الحاسبة وكنت أظن أنها طريقة مبتكرة حديثا ولم أكن أعلم وقتها أن هذه الطريقة توارثها الفلاحون في وسط فرنسا للقيام بعمليات ضرب أعداد أكبر من خمسة فعندما نريد ضرب 7 في 8 نثني إصبعين من اليد اليمنى وثلاثة من اليد اليسرى ومجموعهم يمثل العشرات ثم نضرب باقي الأصابع في بعض (2 في 3= 6) فيصبح الحاصل 56 وهذا حاصل ضرب 7 في 8 ، وفي الصين لا يزالون حتى اليوم يستخدمون حركات أيديهم لتمثيل الأعداد والمساومة على الأسعار بطريقة تشبه لغة الإشارة ولايفهمها غيرهم، ومن ثم رسمت الأرقام بأشكال مختلفة وأضيف الصفر إلى ان وصلنا إلى مانحن عليه من عمليات حسابية معقدة أسهمت في كل مناحي الحياة.

الأقتصاديه

ليست هناك تعليقات: