صنعاء ـ سبأنت :
شهد العمل التعاوني الزراعي في اليمن خلال العقدين الماضيين تطورات نوعية مضطردة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة والأنشطة التى شكلت حجر الزاوية في التنمية الزراعية.
ونظرا لأهمية العمل التعاوني في مساندة جهود ومساعي تحقيق الأهداف وبرامج التنمية سعت الحكومة الى تأسيس إتحاد تعاوني زراعي يضم العديد من الجمعيات التعاونية التى تمارس أنشطة زراعية متنوعة.
وتركزت جهود الاتحاد التعاوني الزراعي خلال المرحلة الماضية في ممارسة أنشطة زراعية شملت الانتاج النباتي والحيواني والتسويق وغيرها، كما لعب الاتحاد دورا فاعلا في دعم توجهات الحكومة الهادفة الى ايجاد نهضة زراعية لتبلية احتياجات ومتطلبات السكان من الغذاء.
ففي مجال الانتاج النباتي أسهم الاتحاد التعاوني في انجاز ستة مشاتل كبيرة في ذمار، صنعاء، أمانة العاصمة، حضرموت، الحديدة، إب تجاوزت تكلفتها 27 مليون و 165 ألف ريال بتمويل من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي بنسبة50 % والجمعيات المستفيدة بنسبة 50 % .
وسعى الإتحاد الى توفير تسهيلات للمزاعين من خلال توفير المستلزمات الزراعية حيث تم توزيع نحو568 حراثة مع ملحقاتها بتكلفة تقدر بأكثر من 840 مليون و711 ألف ريال، إستفادة منها 226 جمعية تعاونية بدعم من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي بنسبة 32% من اجمالي التكلفة، وتم توزيعها من خلال الجمعية العامة للمستلزمات الزراعية .
ويجري حاليا الاعداد لتوزيع 231 حراثة مقدمة من المعونة اليابانية وحراثات روسية بالشراكة مع جمعية (ذي جرة) تستهدف 200 جمعية تعاونية زراعية تضم في عضويتها ما يزيد عن 50 ألف مزارع وتبلغ تكلفة الحراثات 496 مليون و800 ألف ريال، كما تم انشاء الورشة المركزية لصيانة الآليات الزراعية بتكلفة 62 مليون ريال .
واحتلت مشاريع وأنشطة الثروة الحيوانية حيزا كبيرا من إهتمامات الإتحاد لما تمثله من اهمية إقتصادية وغذائية، وإيمانا من الإتحاد بأهمية تنمية الثروة الحيوانية .
كما سعى الاتحاد الى دعم مساهمات الجمعيات من خلال إقامة مزارع الثروة الحيوانية سواء لتربية وتسمين الأغنام والعجول أو مزارع انتاج الألبان، حيث تم متابعة وزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي في تمويل مشاريع الثروة الحيوانية وأثمرت تلك الجهود في انجاز العديد المشاريع في مجالات التسمين ومزارع انتاج الألبان وكذا تطوير قطاع الدواجن والإهتمام بتطوير النحل وانتاجية العسل وتشجيع انشطة تربية النحل.
وبلغ عدد الأسر المستفيدة من أنشطة النحل المدعومة من قبل الإتحاد التعاوني الزراعي بمحافظات شبوة والحديدة والمحويت أكثر من 12 ألف و 500 أسرة .
كما سعى الاتحاد الى استكمال اجراءات التمويل لمشروع عكوان لانتاج العسل بمحافظة صعدة بمبلغ 20 مليون ريال اضافة الى التنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة ( الفاو) لدعم جمعيات النحالين في كل من المحويت وحضرموت.
وفي مجال الري والمنشآت المائية أشار تقرير الانجاز للإتحاد التعاوني الزراعي الى أنه تم إقامة شبكات الري الحديثة ومنشآت السدود والحواجز المائية والقنوات والكرفانات وحظي هذا المجال بالأولوية ضمن النشاطات التى نفذها الاتحاد إداركا بما تشكله قضية المياه من أهمية في ظل جملة من المعطيات والحقائق الموضوعية التى تحتم الاستغلال الأمثل للمصادر المائية من خلال مواكبة توجهات الحكومة في اقامة الحواجز والسدود والمنشآت المائية والجهات التمويلية لهذا النشاط محلياً وخارجياً .
وعمل الإتحاد على تشجيع الجمعيات التعاونية الزراعية وإشراكها في تبني وإنشاء السدود والحواجز المائية والقنوات والكرفانات وكذا انشاء جمعيات مستخدمي المياه ليكتمل الدور في مجال الحصاد المائي وترشيد استخدام المياه .
كما أنجزت الجمعيات عدد من المشاريع في هذا الجانب أثبتت فيه نحاحا وتميز المشاركة الشعبية التعاونية في التنفيذ من حيث كفاءة التنفيذ وسرعته وكذا تحمل نسبة من تكلفة المشاريع تراوحت مابين 10 – 30 % .
ويعمل الاتحاد التعاوني والجمعية العامة للري والمنشآت المائية والجمعيات الزراعية القاعدية من خلال الخطط والبرامج المستقبلية على تنمية الثروة المائية وترشيد استخداماتها من خلال توفير وسائل وشبكات الري الحديث وتوصيلها الى المناطق المستهدفة والتوعية بأهمية ادخال شبكات الري الحديث وتوسيع استخداماتها بما يكفل تخفيض 30- 70 % من استهلاك المياه لأغراض الري.
وأشار التقرير الى دور الإتحاد في دعم قطاع الري في اليمن من خلال متابعة الحكومة في توفير التمويل اللازم لإقامة مصنع مستلزمات الري الحديث بتكلفة اجمالية تقدر بـ 249 مليون ريال كمرحلة أولى، الى جانبتقديم تسهيلات للجمعيات لضمان استمرار تكليفها في إقامة وتنفيذ المنشآت المائية وتمكينها من الحصول على الآلات والمعدات التى تمكنها من إنجاز هذه الأعمال .
ولفت التقرير الى أن الإتحاد أسهم من خلال الجمعية العامة للري والمنشآت المائية في تنفيذ واعداد الدراسات الفنية لمشروعات السدود والحواجز المائية وتوفير الآلات والمعدات اللازمة لهذا النشاط، حيث بلغ عدد المشاريع المنجزة والجاري تنفيذها وكذا المشاريع التى تم التعاقد عليها قرابة 24 سدا وحاجزا مائيا بتكلفة حوالي 780 مليون ريال .
كما تم تمويل واستيراد شبكات الري الحديث وتعميمها على الجمعيات في مختلف المحافظات بالأسعار المدعومة بنسبة 30% من خلال دعم القيادة السياسية وقيادة وزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي إرتفعت نسبة الدعم لتصل حاليا الى 50 % . ووفقا لتقرير الاتحاد التعاوني فإن قيمة اجمالي ما تم استيراده وتوزيعه من أنابيب الحديد المجلفن والبولي ايثلين والبلاسيتك بمختلف الاحجام والنوعيات المستخدمة في الري بلغ أكثر من 580 مليون ريال خصصت لتغطية مساحة قدرها ألف و 552 هكتار في ظل زيادة الطلب وقناعة المزارعين باستخدام وسائل الري الحديث وأهميته في تقليل الفاقد والتكلفة .
وفي مجال التسويق أوضح التقرير بأن تسويق المنتجات الزراعية داخلياً وخارجياً يعد أحد المفاصل الرئيسية للنشاط التعاوني ويمثل حلقة الوصل المكملة للنشاط الانتاجي، حيث أولى الاتحاد التعاوني الزراعي هذا الجانب إهتماماً كبيراً من خلال مشاريع التسويق والصادرات الزراعية بإعتباره من الأنشطة الواسعة والتى لها أثاراً مستقبلية وبعيدة تشكل ركناً أساسياً في التنمية الزراعية فضلا عن كونه أصبح أحد المتطلبات الأسياسة لإنجاح عملية التسويق والتصدير الزراعي من موارد بشرية كفؤة واحتياجات هذه العملية من وسائل ومعدات نقل وحفظ منتوجات ما بعد الحصاد وتقليل التكلفة ورفع الكفاءة والجودة .
وبحسب دراسة حكومية أنجزها المركز الوطني لما بعد الحصاد خلال العامين2001 / 2002م فإن نسبة الفاقد بعد الحصاد تصل الى نحو 25 - 30 % من اجمالي الإنتاج الزراعي وهو ما يعادل عشرات المليارات من الريالات.
وانطلاقا من تلك الأهمية فقد سعى الاتحاد التعاوني الزراعي الى مواصلة إنجاز مشاريع البنى التحتية التى بدأها الإتحاد في الأسواق ومراكز إعداد الصادرات الزراعية وما تحتاجه من خدمات مختلفة ( طرقات وكهرباء ومياه ) وذلك في مواقع الانتاج ومراكز التسويق.
وركز نشاط الإتحاد في مجال التسويق على استكمال الأسواق والمراكز التعاونية البالغ عددها 13 مركزا وسوق بتكلفة اجمالية قدرها مليار و341 مليون ريال، اضافة الى انجاز ستة أسواق اخرى في بعض المحافظات بتكلفة اجمالية بلغت 529 مليون ريال.
ويجري الاتحاد التعاوني الزراعي حاليا إعداد تصورات بالمشاريع التسويقية المستقبلية المزمع تنفيذها بموجب خطة الإتحاد الخمسية ومقترحات فروعه والتي تبلغ 17 مشروعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق