Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

13‏/07‏/2014

وأوحى ربك إلى النحل


يقول الله تبارك وتعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل آية 68 ـ 69).
وهذه دعوة صريحة من الحق تبارك وتعالى إلى أن نتفكر ونتأمل في عالم تلك الحشرات المباركة التي نَحَـلَها الله القدرة على جمع رحيق الأزهار،‏ وهضمه، وتحويله إلى شراب مختلف الألوان، فيه شفاء للناس، ذلك العالم الواسع المليء بالأسرار والآيات التي تنطق بالإيمان وتشهد بالوحدانية لله الواحد القهار.
سورة النحلوقد خص الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم سورة باسمها، عرفت بـ (سورة النحل) بصيغة الجمع، وليس سورة النحلة، كما تحدث عنها بصيغة الجمع أيضا حيث قال تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل) وفي ذلك إشارة واضحة إلى طبيعة الحياة الجماعية التي يعيشها النحل، والتي تتميز بدقة نظامها وروعة بنائها.
ولقد لاحظ العلماء أن النحلة تموت إذا فصلت عن بقية أفراد المجموعة، وهذه آية من آيات الله الدالة على عظمته، فلقد شاءت حكمة الله جل جلاله أن يخلق مجتمعاً قائماً على أعلى مستويات التعاون والتكامل والاختصاص والعمل الدؤوب المنتج والتنظيم المعجز، لذلك لا يمكن أن تجد في مجتمع النحل خللاً ولا فساداً، إنه مجتمع موحَّد متكامل، على رأسه ملكة واحدة لا تنازعها أخرى، تشعر كل نحلة في الخلية بوجود الملكة عن طريق مادة تفرزها الملكة، وتنقلها العاملات إلى كل أفراد الخلية.
ويظهر تكريم الله تعالى للنحل جلياً عندما عبَّـر بالوحي عن الإلهام والتسخير، حيث قال تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل) والوحي بمفهومه الشرعي من خصائص الأنبياء، ولا شك أن المراد به هنا هو الإلهام! فقد ثبت أن النحل لا تتعلم صنع العسل، بل هنالك غريزة وضعها الله فيها تدلّها كيف تعمل، وهنالك برنامج دقيق تسير عليه النحلة، ولا تحيد عنه منذ ملايين السنين.
ثم يتوجه الخطاب بقوله تعالى (اتخذي.. كلي.. اسلكي..) إلى مجموعة محددة داخل خلية النحل، وهي إناث النحل، حيث إن كل الأعمال داخل الخلية وخارجها يقتصر فقط على الإناث دون الذكور، وينحصر دور الذكور فقط في تلقيح ملكة النحل، بل قد تلجأ الخلية إلى طرد الذكور خارجها بعد تمزيق أجنحتها لضمان عدم العودة إلى الخلية، وذلك في حالات ندرة الغذاء توفيراً لطاقة الخلية، ولهذا وردت الألفاظ مؤنثة مطابقةً لما أثبته العلم الحديث.
وتقوم إناث النحل بأعمال كثيرة لبناء الخلية والمحافظة عليها، وتقوم بجمع رحيق الأزهار وتخزينه، وتصنيع الشمع والعسل، كما تقوم بعمل جليل بعيداً عن الخلية، وهو تلقيح الأزهار، من خلال رحلتها اليومية، حيث تزور النحلة ما يزيد على ألف زهرة، لكي تحصل على قطرة من الرحيق، وتزور قرابة مليون زهرة، وتقطع حوالي أربعمئة ألف كيلومتر لكي تصنع كيلوغراماً من العسل، ومن أجل توفير الوقت والجهد تقوم النحلة بترك علامة على الزهرة التي مصت رحيقها حتى لا تقع عليها نحلة أخرى.
مساكن النحلثم يشير القرآن الكريم إلى مساكن النحل بقوله تعالى: (أن اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)، وقد ثبُت علمياً أن أفضل أنواع العسل فائدة من الناحية الطبية، هو العسل الجبلي، يليه العسل المستخرج من الشجر، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس، وقد جاء هذا الترتيب موافقاً للترتيب القرآني.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ) حقيقة أثبتها العلم الحديث، وهي أن النحل يأكل ويشرب (ذو أجزاء فم قارض ماصّ) والأكل يكون لحبوب اللقاح التي يجمعها من الأزهار، والشرب يكون للرحيق، ولهذا اقترنت كلمة (كلي) بكلمة الثمرات، والثمرة أصلها حبة اللقاح، وهو ما يأكله النحل، وقوله تعالى (كُلِّ الثَّمَرَاتِ) أفاد عموم الثمر دون استثناء، وما من ثمرة إلا وكانت حبة لقاح.
ثم إن هذه النحلة قد سخّر الله لها مسالك محددة في الهواء، كتلك الخاصة بالطائرات، وقد تبتعد عن الخلية عدة كيلومترات، ثم تعود ولا تضل طريقها، وتبلغ سرعة النحلة في طيرانها ما يزيد على خمسة وستين كيلومترًا في الساعة، وذلك في حالة طيرانها من دون حمولة، فإذا كانت محملة بالرحيق تهبط سرعتها إلى ثلاثين كيلومترًا، وتبلغ حمولتها من رحيق الأزهار ثلثي وزنها، إذ يقول الله تعالى: (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً)! فمن الذي ذلّل لها هذه الطرق وهداها إلى السير فيها؟ ومن الذي زوّدها بمحرك تعجز عن صنع مثله كل أجهزة القرن الواحد والعشرين؟
وأخيراً لا يخفى على أحدٍ ما أودعه الله سبحانه في العسل من شفاء من كثير من الأمراض، قال تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) والعسل يتم تصنيعه في بطون النحل، ولقد ثبت حديثاً أن كل نوع من أنواع العسل له استخدامات تختلف عن النوع الآخر وتركيب مختلف أيضاً، ولكنها جميعاً تتميز بقدرتها على الشفاء، حيث يحتوي العسل على أربع وسبعين مادة علاجية. وهذا يتطابق مع قوله تعالى: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)! فهل تدعونا هذه الحقائق للتفكر بآيات الله في النحل؟ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
http://www.albayan.ae/supplements/ra...7-12-1.2162425

ليست هناك تعليقات: