Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

03‏/09‏/2013

مجتمع المدينة الفاضلة



..انه النحل.!
مجتمع يعيش في المدينة ألافلاطونية الفاضلة والعلاقة بين أفرادها تنطوي على حب مختلف، يصل تعداد أفرادها إلى عشرات الآلاف، لا تعرف معنى البطالة فالكل يعمل، ولو جُبت رحاب هذا المجتمع بحثاً عن شرطي لما وجدت، فليس بين أفراد هذا المجتمع ضغينة ولا حقد ولا عراك، وتجد الجميع مُعلم والجميع طالبُ عِلم، وليس بينهم من ينبري ليدعي الزعامة، وليس لدى أحدهم سلطة مطلقة، فهي مفسدة مطلقة؛ فالكل راع، والكل رعية في منظومة معجزية.
 مجتمع نشط، والكل فيه يعمل بشكل دؤوب، لن تجد فيه كسول أو متكاسل. مجتمع خالي من الأمراض الاجتماعية، . مجتمع رأى فيه الاشتراكيّون أنموذجا، ومثلهم الرأسماليّون.
 تجد فيه أعلى درجات النزاهة، فليس هناك من يمد يده نحو المال العام،وليس لديه هيئة لمكافحة الفساد، ولا من يهدم ما بناه الآخرون، بل الكل يعمل لبناء المجتمع، ويحافظ على مكتسباته، ويُعظّم انجازاته، وليس بين أفراده من يخزن لنفسه من إنتاجه، ولا من يسلب حقوق غيره في مجتمعه. هو مجتمع لا يعرف معنى الضغينة، فالكل فيه بروليتاري عامل، والكل فيه ارسطوقراطي نبيل.
 والكل حريص على المصلحة العامة؛ كل فرد فيه مهندس مُلهَم كفيثاغوروس ، وصيدلاني خبير مثل ابن سينا الذي استخدم منتجات مصانع هذا المجتمع. هو أيضا مهندس صناعات غذائية؛ فالطعام الذي يُعِدُّه لا يفسد. إنه عالِم كيمياء، عجز الفراعنة عن فهم قُدُراتِه على التحنيط والخلط والتركيب. وهنا الكل مدير عام، والكل موظف.
فتجده «مجتمع مدينتنا الفاضلة» يتقن أعلى مفاهيم الهندرة في هندسة ادارة اعماله. لقد ألهَمَ هذا المجتمع الفيلسوف اليوناني أرسطو، فهام في وصفه براعة هذا المجتمع في إدارة شؤونه، وسُمُوّ عدالته بين الافراد. يُقال في الأساطير أنه كلما وُلِد بين اليونانيين فيلسوف كان أحد جنود هذا «المجتمع الفاضل» يُلامِسُ شفتيه ساعة ولادته وهذا ما قيل عن افلاطون.
 «مجتمعنا الفاضل» الكل فيهِ جنود كاميكازي بواسل يذودون بحياتهم من أجل الوطن والمجتمع. والكبير فيه يحمي الصغير، والصغير يَنهَل من الكبير.
 وقف هوميروس ذات مَرّة منبهراً أمام هذا المجتمع، وطَعّمَ ملحمته الذهبية «الإلياذة» بعبارات خالدة استَقَى مضامينها من الاستراتيجيات العسكرية الدفاعية لمدينتنا الفاضلة، المبنية على تعزيز دعائم الجبهة الداخليّة أولا، ثم الانطلاق لمجابة الأعداء. ولم يكن هذا المجتمع يوما عدوانيا، وأنما ولكنه يُقصِي من يدنو من أسوار حديقته.
إنه المجتمع الذي وصفه شكسبير في مسرحيته على لسان أسقف كانتربري وتغنى بطريقة توزيع الادوار والاعمال وبأعلى درجات الانسجام.
وهذا الأمرَ بعينه رأه الفيلسوف اليوناني أرسطو ، ودوّنه في كتبه، وخصوصا فيما يتعلق بإدارة شؤونها الداخلية. والمجتمع الذي نتحدث عنه بَهَرَ نابليون، القائد العسكري المشهور، فجعل من جند «المجتمع الفاضل» رمزا من الرموز التي ازدان بها رداء الامبراطور، وكذلك الأمر مع امريكا أثناء سعيها للاستقلال، فقد اتخذته رمزا مميزا عند تأسيسها. كما كان رمزا من رموز الدولة الموحدة لمصر والسودان، ورمزا من رموز الدولة الفرعونية.
عزيزي هل تعلم إن الاديان التوحيدية أيضا رأت فيه مدرسة للتعلم، حيث سَمّى القرآنُ الكريم سورة من سُوره باسم هذا المجتمع، وتغنى به سليمان الحكيم وفضل صناعاته يوحنا المعمدان.
ألا ترغب أن تكون فردا من أفراد هذا المجتمع الفريد، فائق التنظيم!؟
 إنه مجتمع النحل..
 ولكنه وُجِدَ من أجلنا، نحن البشر، عِبرةً لمن يَعتَبِر، عَلّنا نصل يوما إلى ما وصل إليهِ الفرد في خدمة الكل، والكل في خدمة الفرد، كقصة الفرسان الثلاثة « الموسكيترز».

رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين
مدير مديرية بحوث النحل - المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي
drnizarh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: