Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

17‏/07‏/2010

النحل المغربي المرعب

كريمة ادريسي /
سبعة من محررينا بإذاعة هولندا العالمية، جابوا العالم طولا وعرضا، في بحث عن المستفيدين من القروض الصغرى. في هذا الملف نتيجة ما أنجزوه..وفيما يلي حكاية زميلتنا في القسم العربي كريمة ادريسي عن سفرها إلى المغرب لإنجاز المهمة.
يستفيد التجار الصغار كثيرا من القروض الصغرى في المغرب. لذلك كان لابد من زيارة بلدي أيضا بحثا عن مقترض يستحق بورتريه للفيديو..عن مربي نحل مثلا.
" النحل رائع في الصورة والطنين صوت جميل"، هذا ما قالته يولان، واحدة من منسقي المشروع الثلاثة الذين اشرفوا على كل التحضيرات. إنها تفكر في كل شيء يتعلق بالصورة والصوت. تكاد تتصور كل شيء إمامها، لكنها تكرر السؤال نفسه مرارا كل يوم بل ومرات في اليوم: " هل سيكون النحل نشيطا بالمغرب في الفترة التي تكونين فيها هناك؟". لا جوابي أدبا يقنعها، وقد بدأت صرامتها تتعبني. ولكنها الآن و بعد شهر واحد فقط تتنفس الصعداء حين تنظر بشغف الى ما أحضرته من المغرب.
النحل المرعب
وأنا طفلة صغيرة، أخذتنا جدتي في نزهة إلى قرية صغيرة. هاجمنا سرب من النحل بلا رحمة وترك لسعاته بكل مكان بأجسادنا. أعلم الآن انه لو كانت لدي حساسية من النحل، لكانت تلك حتما نهايتي، لكن خوفي من النحل المرعب هو ما تبقى من ذلك.
لم يدم بحثي عن مربي للنحل وعن مؤسسة للقروض الصغرى بالمغرب طويلا، فبعد اجتماعات معدودة بالعمل مع المنسقين، رخص لي بالسفر إلى بلاد مربيّ النحل.
الخوف من النحل.
لا شيء مر كما يجب ونحن بالمطار. فاتتنا الطائرة، ثم إننا كفريق من ثلاثة أشخاص؛ مصور فيديو، ومصور فوتغرافي وأنا لم يسبق لأحد منا أن عرف الآخر، ولكننا سنسافر لأجل الهدف نفسه، فهل سيسهل تعاوننا بغربتنا هذه عن بعضنا؟ ماذا أذا غاب التفاهم ؟ وهل سيخاف احدهم من النحل؟ ...
حين وصلنا إلى مطار الرباط سلا، كان الليل يرخي سدوله. ثم اكتشفنا ان أمتعتنا لن تصل الا في اليوم التالي.
وفي الصباح الباكر، تحدثت مع مؤسسة " الأمانة" عن مواعيد التصوير. اقترحوا ان يأتوا لاصطحابنا لكن لا، قد يؤثر الكرم وحسن المعاملة على حيادي المهني، كما ان "يولان" لن تغفر لي ذلك أبدا.
ملكة النحل
توجد مؤسسة الأمانة بمنطقة صناعية بالرباط. إجراءات الأمن مشددة ببوابة الدخول، لكن بعد ذلك تم استقبالنا بحرارة. ورافقنا بعض الموظفين في جولة تعريفية، التقينا اخيرا بالسيدة التي جئنا لاجلها. شابة، ذكية وقوية. كل هؤلاء الرجال هنا يضعون لها حسابا. يشبه المكان خلية نحل وهي الملكة. غدا نذهب الى النحل للتصوير. لم يعد هناك مجال للتراجع!
تغمر أشعة الشمس العاصمة في هذا اليوم من أكتوبر. درجة الحرارة ثلاثون. اتصلنا بتاكسي ليأخذنا إلى قرية "عين عودة" وهكذا تعرفنا على السائق الحاج علي، رجل طيب جدا، تمنيت ان يكون مربي النحل مثله.
في الطريق، اخبرنا الحاج عن أبنائه الخمسة، الذين يعيشون كلهم في اوروبا وكندا. قال ان تأثير الأزمة الاقتصادية ملموس جدا بقطاع النقل الذي يعمل به، وان يد السياح لم تعد سخية كما كانت.
" ذاك هو"، صاح الحاج علي فجأة مشيرا إلى شخص ما. اتصلت بمربي النحل هاتفيا لأتأكد فتبين ان السائق على حق. حين أخذناه معنا بالتاكسي، سألته ببراءة: " كيف تعرفت علينا؟"، قال بعفوية: " رأيت هولنديين في التاكسي بالطبع".
الشاي المنعنع
كم كانت كريمة عائلة مربي النحل. الشاي المنعنع جاهز مع متطلباته. ماريكا، المصورة الفوتوغرافية قالت: كلما كان المرء أفقر هنا كلما كان أكرم. لم تقدم لنا الأمانة شيئا أمس ولا كوب ماء".
انطلق بنا التاكسي إلى قرية تبعد 14 كيلومترا عن عين عودة، حيث يربى النحل بطريقة تقليدية. وصلنا إلى مكان مهجور بطبيعة خلابة. جبال وانهار وأشجار وشمس وسماء زرقاء. كيف حرمت نفسي من كل هذا ؟ بعد وصولنا بقليل، وصلتنا أكواب الشاي المنعنع الأولى من القرويين في الجوار.
نحل عنيف
النحل الذي يربي بالطريقة التقليدية مريض وغير خطير. انه نحل أفريقي، يعني عنيف، لكن المرض نال منه فلم يعد يقو على شيء.
ذهبنا بعد ذلك إلى نحل آخر يربى بالطريقة العصرية. أفريقي أيضا. النحل الأوروبي هادئ و"متحضر". "أمر مثير، ألا تتفق؟"، هذا ما قلته لرولاند، مصور الكاميرا بنبرة افريقية!
طنين كثير
نحل مرعب، لا مجال للشك. طنين يصم الآذان. كم ستسعد يولان بذلك. لكن هذا النحل يدفعه الفضول الى الميكروفون والى مصور الكاميرا والي أنا.." لا تخافي، فالنحل يستطيع شم ذلك"، قال مربي النحل. ةبالرغم من اننا كنا نلبس الزي الخاص بمربيي النحل، والذي يغطي أجسادنا كلها وفي اليد قفازات، الا أني شعرت لحظة ان نحلة شقية تسللت الى الداخل. لم اعد أقو على التركيز.
يحاول مربي النحل ومصور الكاميرا التهدئة من روعي. وحين انزع الزي بعد ذلك بحثا عن النحلة، لا أجد لها أثرا. في آخر النهار، أعادنا السائق الى الفندق في الرباط. في أحلامي تلك الليلة، رأيت نحلا يشاكسني ويسخر مني.

http://www.rnw.nl/arabic/video/62501

ليست هناك تعليقات: