Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

19‏/05‏/2014

مزايا مدهشة للعسل


لكي يفهم القارئ معنى مضادات الأكسدة أو مضادات التأكسد علينا مسبقاً أن نُعرِّف ما المقصود بالتأكسد وكذلك الجذر الحر.
التأكسد:التأكسد هو العملية التي يفقد فيها مركب حيوي ما (مثل الأحماض الدهنية) في جسم الإنسان ذرة هيدروجين أو إلكترون، فكل مركب يفقد واحداً منهما أو كلاهما يقال عنه أنّه قد تأكسد. هذا وتحدث عملية التأكسد نتيجة لعوامل عدة داخل الجسم أو خارجه، ومن تلكم العوامل: التعرض للإشعاع كالأشعة فوق البنفسجية، والسينية، وعمليات القلي أو الشوي للطعام... إلخ.
إذاً عن طريق هذه العوامل تفقد المادة – أو تُسلَبُ منها – ذرة هيدروجين أو إلكترون، فإذا حدث فقدانٌ لذرة هيدروجين أو إلكترون لمركب ما في جسم الإنسان أو دخلت إلى جسم الإنسان مادة فقدت ذرتها الهيدروجين يقال عن تلك المادة التي فقدت تلك الذرة أنها: "جذر حر" أو "أصل حر"، والمادة التي سلبت منها ذرة هيدروجين أو إلكترون، تصبح قلقة ومتهيّجة كالمرء الذي يُسلب منه شيء ويبحث عنه، وإذا لم يُعَدْ إليها ما سلب منه فإنّه (أي الجذر الحر) مستعد للسطو على ما يراه مناسباً من مركبات حيوية أخرى في الجسم، لاستعادة ما فقد منه، وبذلك يعمل "الجذر الحر" على تخريب مركبات حيوية أخرى في الجسم منها: DNA في الخلية وهو المركب الوراثي النفيس في نواة الخلايا، والدهون في غشاء الخلايا، والبروتينات، وبذلك فإنّ الجذور الحرة تكون لها الدور الفاعل في انحلال القلب والرئتين وإحداث الشيخوخة المبكرة نتيجة لتخريب مركبات في أغشية خلايا تلك الأعضاء الآنفة الذكر. كما يمكن أن يساعد الجذر الحر على ظهور الأورام السرطانية. والآن إذا كان في الجسم دوريات تمنح المركب المؤكْسَد – أو الجذر الحر – ما فقده من ذرة الهيدروجين أو الإلكترون، فالمركب المؤكسد "الجذر الحر" لا يسطو بعدئذٍ على أي مركب في الجسم، لأنّه أعيد إليه من سلب منه، ثمّ ما هي الدوريات التي تمنح وتعيد الذرات أو الإلكترونات دون مقابل؟ وماذا نسميها؟ نسميها مانعات أو مضادات التأكسد والأمثلة عليها هي: فيتامين E، وفيتامين C، وبيتاكاروتين، فيتامين A ومركبات "متعددة الفينول" وإلى آخره من المركبات. فإذا كان في الجسم كفاية من هذه المركبات المانعة للتأكسد، أصبح جسم الإنسان في مأمن من هجوم أو سطو الجذور الحرة التي هي سبب كثير من الأمراض كما جاء آنفاً.
مضادات الأكسدة والعسل:إنّ تناول ملعقة واحدة من العسل يزيد من مستويات مضادات الأكسدة في الدم، لكون العسل غنياً بمضادات الأكسدة، إن مجموعة من الباحثين الأمريكان في جامعة كاليفورنيا – ديفز – أعطوا خمسين متطوعاً أربعة ملاعق طعام من العسل يومياً ولمدة (29) يوماً بالإضافة إلى غذائهم العادي، وقد أخذوا منهم عينات الدم خلال هذه المدة، وقد لاحظوا أن هناك علاقة قوية بين تناول العسل وزيادة مضادات الأكسدة المسماة متعددة الفينول (Polyphenols) في دماء تلك الأفراد. إذاً بتناول العسل نُعيق أثر الجذور الحرة – التي قد تأتي من الغذاء أو تتكون في الجسم – وبذلك نتوقى الإصابة بكثير من الأمراض العصرية ابتداء بالسرطان وانتهاء بأمراض القلب والشرايين والتهاب المفاصل وإلى آخره من الأمراض.
العسل الطبيعي هل يقلل من نسبة الكولسترول؟ وهل يفيد العسل الطبيعي مرضى السكر الذين لا يعتمدون على الأنسولين والذي يسمى بالنوع الثاني (Type II)[1]؟
جرت سلسلة من الأبحاث تضمنت أفراداً أصحاء، وأفراداً ممن لهم مستويات عالية من الكولسترول وآخرين مصابين بداء السكر غير المعتمد على الأنسولين النوع الثاني والذي عادة يصيب الإنسان بعد سن الأربعين، أثبتت تلك الأبحاث أنّ العسل هو من أحسن المنتوجات الصحية في هذا المجال بالرغم من حلاوتها، شملت هذه الدراسة ثلاث مجموعات كالآتي:
المجموعة الأولى: عدد أفراد ثمانية أصحاء.
المجموعة الثانية: ستة أفراد لهم نسبة كولسترول عالية، وخمسة أشخاص كان لديهم علوٌ في نسبة الكولسترول بالإضافة إلى علُو في نسبة البروتين النشط سي (C- reactive proteins) عندهم، وهو البروتين الذي يُعتبر عامل إنذار وخطر عند تواجده في الدم.
المجموعة الثالثة: تتضمن خمسة أفراد مصابين بمرض السكر غير المعتمد على الأنسولين النوع الثاني وعادة يصيب هذا النوع من السكر، الكبار.
أعطيت لكل من هذه المجموعات كميات مقارنة من السكر، وعسل صناعي والعسل الطبيعي الخالص، وهذه الدراسة دامت لمدة 15 يوماً، وقد لوحظ بعد تلك المدة وبعد إعطائهم المنتجات الثلاثة – أي: سكر، عسل صناعي، وعسل طبيعي – أن مجموعة الأصحاء الثمانية لم يلاحظ عندهم شيء يذكر عند تناولهم السكر، والعسل الصناعي، بينما الذين تناولوا العسل الطبيعي الخالص لوحظَ فيهم انخفاضاً في كلّ من نسبة الكولسترول بمقدار 7% و2% من الجليسريدات الثلاثية[2] - وهي نوع من الدهون التي تزيد من لزوجة الدم، وهو عامل من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالجلطة في القلب أو الدماغ، وقد يصيب الفرد بالتهاب البنكرياس نتيجة لارتفاع نسبة الجليسريدات الثلاثية وقد لوحظ أيضاً في الأشخاص الذين تناولوا العسل الطبيعي أن انخفاضاً مقداره 7% من (C- reactive protein)، و6% من سكر الدم 7% من مركب الهوموسستاين (Homocystine)، وهو – أي "الهوموسستاين" – عامل خطر لمرض القلب والأوعية الدموية ويحفز على انسداد الشرايين، بينما زادت نسبة الكولسترول المفيد أي: البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) عندهم – أي عند الأشخاص الذين تناولوا العسل الطبيعي – وبمقدار 2%، وهو أي (HDL) الكولسترول المفيد الذي يَنكِس ويخلص الدم عادة من الكولسترول الضار، كما يخلص أبداننا منه في الشرايين وغيرها ويحمله إلى الكبد حيث يتخلص منه هناك، أما بالنسبة للمجموعة التي كانت نسبة الكولسترول لديهم عالية وتناولوا العسل الصناعي، زادت عندهم نسبة الكولسترول الرديء وهو ما يسمى بالبروتينات الدهنية واطئة الكثافة (LDL)، بينما قلل العسل الطبيعي الخالص نسبة الكولسترول فيهم بواقع 8% والكولسترول الرديء (LDL) بواقع 11% و(البروتين النشط C) بواقع 75%، وكما هو معروف أن وجود هذا البروتين علامة قوية بحدوث تصلب الشرايين والأزمات القلبية. وفي دراسة في جامعة "تافت" الأمريكية تبين أن ارتفاع الهوموسيستاين في الدم مقترن بحدوث جلطة أو انسداد في شرايين الرقبة السباتي (Carotid Artry)، الذي قد يؤدي إلى حدوث غيبوبة أو شلل، نتيجة نقص تدفق الدم إلى المخ، وذلك بنسبة الضُّعفِ مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم نسبة طبيعية من الهوموسيستاين.
وقد لاحظت أخي القارئ كيف أنّ العسل عمل على خفض نسبة الهوموسيستاين في الدم، إذاً أليس من عظمة الخالق أنّه يجعل من العسل شفاء آخر؟ وهو تقليل نسبة الحمض الأميني "هوموسيستاين" في الدم؟ حيث إنّ العسل يخفض من مستوى ذلك الحمض الأميني بنسبة 6% وهذه نسبة غير قليلة. ربما يسأل القارئ العزيز ويقول: من أين ينشأ الهوموسيستاين؟ إنّه يتكون نتيجة التمثيل الغذائي للبروتينات، إذ يتكون من الحمض الأميني (ميثيونين) الموجود في بروتينات الحليب واللحوم الحمراء.
إنّ آلية عمل الهوموسيستاين هي: أنها تزيد من الجذور أو الأصول الحرة مثل أوكسي ستيرول (Oxysterol) وهذا المركب الأخير له الدور الفاعل بل العامل الأساسي في تخريب جدُرِ الأوعية الدموية.

المصدر: كتاب شباب دائم/ بالغذاء والأعشاب والعلاج الطبيعي للكاتب د. دولار محمّد صابر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- النوع الثاني من مرض السكر: يكون فيه الجسم قادراً على إنتاج الأنسولين بقدر كاف، ولكنه لا يستطيع استخدام هذا الأنسولين بشكل مناسب – ربما مستقبلات الأنسجة قد لا تستقبل جزيئات الأنسولين نتيجة لتغير شكل تلك المستقبلات – وهذا الفعل يسمى بـ(مقاومة الأنسولين) وهذا يحدث مثلاً في الأفراد ذوي البدانة.
[2]- الجليسريدات الثلاثية هي أكثر أنواع الدهون شيوعاً في أغذية الإنسان وفي جسده وهناك أمثلة حية على هذه المادة يراها الإنسان كلّ يوم فطبقة الدهن التي تعلو اللحم خير مثال على ذلك، وطبقة القشدة (القشطة) التي تعلو الحليب (اللبن) مثال واضح آخر، وتعتبر الجليسريدات الثلاثية أهم مصدر للطاقة في الجسم، ويرتفع مستواها في الدم عقب تناول وجبة غنية بالدهون.
http://www.balagh.com/pages/tex.php?tid=7200

ليست هناك تعليقات: