Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

01‏/10‏/2010

فلسطينيات يحاربن بطالة الأزواج بمشروع لتربية النحل



15 سيدة يشاركن في إدارة المشروع
15 سيدة يشاركن في إدارة المشروع
سليمان بشارات – mbc.net
مع ساعات الصباح الأولى تستيقظ المواطنة الفلسطينية فاطمة الفقيه "أم محمد" المقيمة بقرية المعصرة في الضفة الغربية لتحمل مستلزماتها، ثم تودع أطفالها وتشق طريقها باتجاه حقل القرية؛ الذي يحتضن بين جنباته مشروعها الصغير المتمثل في عدد من خلايا النحل.
صعاب الحياة ومعاناة الأسرة دفعت بأم محمد إلى البحث عن مصدر دخل ثابت لعائلتها المكونة من 9 أفراد، خاصة في ظل عدم توفر فرصة عمل ثابتة لزوجها، وعدم قدرة العائلة على توفير احتياجات أطفالها.
وبحروف ترسم قصة كفاحها تقول "فاطمة" -لصفحة الأمل بموقع mbc.net-: "زوجي عامل، أينما توفر له عمل يذهب إليه، وفي الأيام التي لا يتوفر بها عمل يبقى جالسا في البيت، أما أطفالي فبعضهم ملتحق بالمدرسة، وآخرون ما زالوا دون الالتحاق، وهم بحاجة إلى رعاية".
"هذا الواقع –تتابع فاطمة- نعانيه منذ سنوات طويلة، لذلك قررت أن أعمل في أي فرصة تتوفر لي، إلا أن طبيعة المجتمع الريفي المحافظ لا يسمح للمرأة بالعمل كأجيرة عند الآخرين".
ووسط هذه الحيرة تقول أم محمد: "بقينا على هذه الحال، وأنا أتدبر أطفالي بأقل ما يمكن من احتياجات حتى علمت بمشروع تربية النحل الذي تشرف عليه وزارة الزراعة وفتح المجال لنساء القرية للتسجيل فيه، فسارعت للاشتراك أنا وعدد من النساء، على رغم عدم توفر أدنى خبرة لدي في هذا المجال".
وردا على سؤال عن متطلبات هذا المشروع تقول أم محمد: "هذه التجربة احتاجت مني وقتا وصبرا، فأحد الصعاب التي واجهناها في البداية هو إخضاعنا لقرابة عام ونصف من التدريب والتأهيل لنصبح قادرين على إدارة مثل هذا المشروع، كما أن خلية النحيل تأخذ وقتا في بدايتها لتصبح منتجة، وتحتاج لرعاية متواصلة".
إلا أن هذا الصبر والإصرار مكن فاطمة أخيرا من تحقيق حلمها بتوفير مشروع خاص يساهم في توفير احتياجات العائلة.
وعن فوائد هذا المشروع تقول: "ما يميز تربية النحل أنها تحقق فائدتين؛ الأولى تتمثل في توفير غذاء للعائلة، والفائدة الثانية أن فائض الإنتاج يمكن تسويقه وتوفير دخل مالي يمكن أن تشتري به العائلات ما تحتاجه".
مصدر دخل
لم تكن "فاطمة" الوحيدة التي تعمل ضمن مشروع "تربية النحل"؛ إذ يدار المشروع باشتراك 15 امرأة من القرية، ليمثل نموذجا لمشاريع العمل الجماعي، وليحقق الفائدة لأكبر قدر من الأسر الفقيرة.
وإلى جانب "فاطمة" تقف "سارة التي تعبر عن فرحتها بالمساهمة في توفير مصدر دخل إضافي لعائلتها هي الأخرى بالقول: "أكثر وقت أكون سعيدة فيه، وأنا أسير بين خلايا النحل، وأنظر إليها جميعا، فمنها أرى الأمل للمستقبل، وهذا يجعلني أشعر بفعاليتي بالمجتمع".
وتتابع بالقول: "عندي 6 بنات 3 يدرسن في الجامعة، أما أطفالي ونتيجة لضيق الحال فلم يكملوا تعليمهم، وتركوا المدرسة للبحث عن العمل، وهم ما زالوا في عمر أقل من 17 عاما.. فزوجي لا يملك عملا ثابتا، وعائلتي مكونة من 12 فردا، وهذا يحتاج منا أن نساهم في توفير احتياجات هذه الأسرة".
"وعلى رغم الانتظار الطويل والجهد -تستطرد سارة- إلا أن المشروع أصبح يشكل مصدر دخل لأسرتي، وقد استطعت من خلاله توفير العديد من المستلزمات الخاصة بالبيت وشراء احتياجات لأطفالي، ويساهم في توفير الغذاء الصحي للعائلة، إلى جانب المساهمة في استكمال تعليم البنات بالجامعة".
وعن كيفية العمل بالمشروع توضح سارة "نتفق نحن النساء المشاركات بالمشروع على اختيار أيام تناسبنا بالأسبوع، كيوم الجمعة ويومين آخرين، ومع ساعات الصباح الباكر نلتقي ونذهب إلى حيث توجد خلايا النحل، وهناك نتقاسم العمل، فالبعض يتفقد النحل من الأمراض، والبعض الآخر يعمل على ترتيب الخلايا، فيما يشرف بعضنا على متابعة مواعيد الإنتاج".
ولتحقيق أكبر قدر من الكفاءة في العمل، توضح سارة أنهن قمن بتقسيم أنفسهن للمسؤولية عن إدارة المشروع، فهناك من تشغل منصب أمينة صندوق، وهناك من تشرف على التسويق، والبعض يشرف على جني العسل.
عمل جماعي
بدوره يتحدث عدنان أبو سرور، رئيس قسم الإرشاد الحيواني في وزارة الزراعة بمدينة بيت لحم، لصفحة الأمل بموقع mbc.net، قائلا: "المشروع عبارة عن عمل جماعي وليس فرديا، ونسعى من خلاله لتسحين ظروف الأسر الفلسطينية الفقيرة، أو التي تعاني من البطالة، ويكون ذلك من خلال تزويد عدد من النساء مجموعة من خلايا النحل، التي تعتني بها وتجني عسلها في نهاية الموسم".
وحول طبيعة المشروع يقول أبو سرور: "المشروع شمل 9 من القرى والبلدات التابعة لمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وتستفيد منه 130 أسرة، حيث تم توزيع 390 خلية نحل، بحيث يتم تكوين مجموعات نسائية كل منها تضم 15 امرأة يتشاركن في متابعة المشروع ويتقاسمن إنتاجه".
ولتحقيق النجاح في المشروع يبين أبو سرور أن النساء اللاتي وقع عليهن اختيار الاستفادة من المشروع تم إخضاعهن لتدريب وتأهيل على مدار سنة ونصف، حيث خضعن للتدريب النظري والعملي في كيفية التعامل مع النحل، ومعرفة أهم أسس التربية السليمة وكيفية تحقيق النتائج الإيجابية.
وعن ناتج المشروع يشير إلى أن كل مجموعة تتكون من 15 امرأة تستطيع أن توفر نحو 20 ألف شيقل (نحو خمسة آلاف وخمسمائة دولار) للموسم الواحد على مدار العام، وقد يتحقق ضعف هذا المبلغ بـ3 مرات إذا تم نقل خلايا النحل من منطقة لأخرى، وفقا لطبيعة متغيرات الجو وانتشار الأزهار ومواسمها في مناطق مختلفة بالضفة.
وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن معدلات البطالة وصلت إلى نحو 19% داخل المجتمع الفلسطيني، وهو ما يجعل النساء يحاولن المشاركة في توفير دخل للعائلات من خلال عديد من الأعمال.


ليست هناك تعليقات: