Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

29‏/10‏/2010

علماء وعسكر يحلون لغزاً من ألغاز النحل


 ترجمةـ الصباح
كانت تلك واحدة من أعظم جرائم القتل غموضاً: ما الذي قتل نحل العسل؟
منذ عام 2006 شهدت ما بين 20 الى 40 بالمئة من مستعمرات النحل، في الولايات المتحدة وحدها، حدوث ظاهرة سميت “انهيار المستعمرات”. والمشتبه بهم الرئيسيون تراوحوا ما بين مبيدات الحشرات والغذاء المعدل جينيا.
ولكن شراكة فريدة برزت مؤخراً بين علماء الجيش وعلماء الحشرات، ويبدو أنها تمكنت من إحراز تقدم كبير: فقد تم تحديد مشتبه به جديد، وربما كانا إثنين.
فطر مرتبط بفايروس يبدو انه هو من تفاعل ليتسبب في المشكلة، استنادا الى ورقة البحث التي قدمها علماء الجيش في ماريلاند وخبراء النحل في مونتانا. ولكن يبقى من غير المفهوم كيف أدى ذلك الإتحاد إلى قتل النحل؟ كما يقول العلماء ـ وسوف يكون ذلك هو موضوع الجولة القادمة من البحث. غير أن هناك أدلة ملموسة دامغة: فكلا الفايروس والفطر يتكاثران في المحيط البارد والرطب، وكلاهما يقوم بعمله القذر داخل الجهاز الهضمي للنحلة، الأمر الذي يوحي بأن غذاء هذه الحشرات بات مصدراً للخطر بطريقة أو بأخرى.
التواصل الوثيق بين الجيش والوسط العلمي ليس بالشيء الجديد، وربما كانت الحرب العالمية الثانية هي المثال الأكثر عمقا، حيث انتهت بضربة نووية في عام 1945 وقع عبئها على عاتق العلماء والعسكر معاً في مشروع مانهاتن. فعلى سبيل المثال سبق أن قامت مجموعة من العلماء قادها جيري برومنشينك من جامعة مونتانا بأبحاث في تطبيقات النحل لصالح الجيش، وكانت منصبة على تطوير طريقة لاستخدام نحل العسل في الكشف عن الألغام الأرضية.
لكن الباحثين في كلا الجانبين يقولون: ان العمل على دراسة انهيار مستعمرات النحل قد يكون المرة الأولى عقب أحداث 11 أيلول التي يتعاون فيها الوسط العلمي مع وزارة الأمن الداخلي للاهتمام بمشكلة يقول عنها الجانبان: انه لم يكن بوسع أي منهما حلها بمفرده.
الطبيعة البشرية وطبيعة النحل ارتبطتا معاً حين بدأ العمل على تجميع أجزاء اللغز. شقيقان تعاونا على تشجيع الاتصال عبر الإنضباط، ولقاء وقع بالصدفة، وبطاقة أعمال محتفظ بها كان لها دور كبير. حتى تعلّم كيفية هرس النحل الميت لغرض التحليل ـ وهي مهارة لا تدرّس في أكاديمية ويست بوينت العسكرية ـ كانت عاملا له وزنه.احدى السمات المحيرة والمشاكسة لظاهرة انهيار المستعمرات، التي زادت من صعوبة حلها، هي أن النحل لا يموت هكذا وينتهي الأمر، بل أنه ينطلق محلقاً في كل اتجاه مبتعداً عن الخلية ثم يموت وحيداً متناثراً. وذلك جعل من مسألة تشريح أعداد كبيرة من النحل أمرا معقدا.في ورقة بحثهما المشترك يقول فريق الدكتور برومنشينك في جامعة مونتانا، الذي يعمل مع المركز الإحيائي والكيميائي للجيش في بالتيمور: أن آثار الفايروس المتحد بالفطر قد عثر عليها في جميع المستعمرات الهالكة التي درسها الفريق. أي من الإثنين بمفرده لا يمكنه أن يكون مدمراً، ولكنهما معاً يسددان ضربة قاتلة مائة بالمائة، كما يقول البحث.من ناحية ثانية كان بحث آخر أجرته جامعة كاليفورنيا/ سان فرانسيسكو قد توصل في وقت سابق إلى أن الفطر جزء من المشكلة. كما تم اكتشاف عدد من الفايروسات على أساس الحمض الريبي النووي (RNA) ايضا. لكن فريق الجيش – مونتانا المشترك، ومن خلال استخدام نظام برمجي جديد طوره الجيش لتحليل البروتينات، اكتشف فايروساً جديداً بناء على الحمض النووي (DNA) وعقد الصلة بينه وبين الفطر المسمى (أن. سيراناي).
نظام الجيش البرمجي ـ الذي يعد تقدماً بحد ذاته في مجال أبحاث البروتين، أو بروتيوميكس كما تعرف ـ صمم لاختبار وتحديد العوامل البيولوجية في الظروف التي لا يتمكن فيها القادة من التعرف على ماهية الخطر الذي يواجههم. يبحث النظام عن البروتينات الفريدة في عينة ما، ومن ثم يحدد الفايروس، أو أي شكل آخر من أشكال الحياة المجهرية بناء على البروتينات التي يصبح من المعلوم أنه يحتويها. قوة تلك الفكرة هائلة، سواء في الجيش أم في الدفاع عن النحل، كما يقول الباحثون، لكونها تتيح لهم استعمال ما سبق أن عرفوه للعثور على ما لم يكونوا حتى يعلموا أنهم يبحثون عنه.
لكن الأمر تطلب وجود علاقة عائلية ـ عبر الأخوين تشارلز وديفيد وك ـ للتوصيل بين النقاط المتناثرة. فعندما ذاعت مسألة انهيار مستعمرات النحل قبل سنوات قليلة كان ديفيد يشاهد مقابلة تلفازية مع الدكتور برومنشينك حول النحل.
كان ديفيد على علم بعمل أخيه في ماريلاند، وهو عالم أحياء مجهرية، وتذكر انه التقى بالدكتور برومنشينك في مؤتمر عمل. بطاقة أعمال كان لا يزال محتفظاً بها ومكالمة هاتفية جمعت الجيش وفريق النحالين معاً حول هدف واحد موحد.
كانت الخطوات الأولى مرتبكة لأن مختبر الجيش لم يكن معداً لاختبار النحل، او بتعبير أدق، لاستخلاص بروتينات النحل.
ولكن العملية تم تعديلها وتحسينها في نهاية الأمر. المطرقة والهاون عملا افضل من جهاز الحاسوب المنضدي، ومطحنة القهوة كانت الأفضل في صنع عجينة نحل جيدة.
يؤكد علماء في المشروع ان استنتاجاتهم ليست نهائية فاصلة. يقولون: ان النمط يبدو واضحاً، ولكن مزيدا من البحث يعتبر ضروريا لتحديد كيف يمكن تجنب مزيد من حالات التفشي مثلا، وما حجم التأثير الحقيقي للعوامل البيئية مثل السخونة والبرودة او الجفاف.
ويضيفون ان الهجمات المركبة بطبيعتها، مثل حالة الفايروس والفطر المسؤولين عن موت النحل، شائعة جدا، وأن أحد الحلول لحماية مستعمرات النحل قد يتمثل في التركيز على الفطر ـ الذي يمكن السيطرة عليه من خلال العوامل المضادة للفطريات ـ خصوصا عندما يتم اكتشاف وجود الفايروس.
غير أن المسألة التي تبقى بلا حل هي: ما الذي يجعل النحل يطير منتشراً في البرية عندما يصل مرحلة الموت. يقول الدكتور برومنشينك ان احدى النظريات ترى ان الإتحاد الفايروسي ـ الفطري يشوش الذاكرة او مهارات الملاحة وبالتالي يتيه النحل. ويضيف ان ثمة احتمالاً آخر وهو إصابة الحشرات بنوع من الجنون.
وأياً تكن الأسباب فإن عملية النحل في الجامعة أثبتت أنها معرضة للخطر هي نفسها في العام الماضي عندما اختفى كل النحل تقريبا خلال فصل الشتاء.
كرك جونسون/عن صحيفة نيويورك تايمز
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=110803

ليست هناك تعليقات: