Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

02‏/10‏/2010

النحل السوري بين أسباب ضعف الإنتاج.. وأسباب فقدان أعداد كبيرة منه..


قيمة الإنتاج السنوي بلغ 20 ملياراً.. النحل السوري بين أسباب ضعف الإنتاج.. وأسباب فقدان أعداد كبيرة منه.. مناحل الساحل جيدة عموماً والمراعي متنوعة
 
سيريانديز-اللاذقية-نبيل علي صالح
 ذهبت يوم أمس الأول إلى بستان صديقي في القرية لقطف موسم النحل بعد أن قمنا بإعادته إلى اللاذقية من شمال مدينة حلب حيث كنا قد وضعناه هناك منذ أكثر من ثلاثة أشهر بسبب وجود مرعى للنحل من عباد الشمس وأزهار القطن والسمسم وبعض النباتات الأخرى.
 ومن المعروف أن مادة العسل الغذائية الطيبة المذاق هي من الثروات المهمة التي تتميز بها سوريا حيث تنتشر مئات آلاف الخلايا النحلية (بلغت حوالي 600 ألف خلية للعام 2009) على مساحة هذا البلد بهدف الحصول على هذا المنتج الغذائي الذي يمكن عده بالفعل ثروة وطنية مساهمة في الاقتصاد الوطني للبلد، ليس فقط على صعيد الإنتاج العسلي، وإنما أيضاً من خلال ما يقوم به النحل نفسه من أعمال تلقيح للمحاصيل الزراعية والخضراوات والفواكه بهدف زيادة الإنتاج وتحسين النوعية.
 ويقال هنا –لدى الأوساط الزراعية الرسمية- بأن هذه المساهمة النحلية في التلقيح الخلطي للمحاصيل الزراعية، يمكن أن تقدم وتعطي زيادة في الإنتاج الزراعيتقدر وسطياً بحوالي 40 بالمائة، وبقيمة تصل إلى أكثر من 20 مليار ليرة سورية في السنة الواحدة.
 وتسجل الأرقام غير الرسمية هنا بأن إنتاج خلايا النحل السورية وصلت في العام 2009 إلى ما يقارب الـ 2700 طن من العسل، تم تصدير أكثر من 80 طن منها إلى السوق الخارجية. حيث يتم نقل أو تنقيل النحل من محافظة إلى أخرى –ما بين شهر أيار إلى شهر تشرين ثاني- بهدف تغذيته طبيعياً على نباتات وأشجار مختلفة ومتنوعة خلال فترة الإزهار مثل شجرة الليمون (عسل الحمضيات) وشجرة الكينا (عسل الكينا) ونبات اليانسون (عسل اليانسون) وزهرة القطن وعباد الشمس (عسل قطن الذي يتجمد بسرعة) ونبات الحبة السوداء (عسل الحبة السوداء) والعسل الجبلي الذي يتغذى فيه النحل على أشجار ونباتات جبلية، وعسل العجرم الذي يتغذى النحل فيه على نبات العجرم الذي ينمو في بعض المناطق الجبلية.
 كما ينتج النحل الغذاء الملكي الذي تقدم النحلات العاملات إلى الملكة الموجودة في الخلية والتي تختص بوظيفة إنتاج البيض وأفواج جديدة من المواليد النحلية الشغالة. وهذا الغذاء يحتوي على كميات مركزة للغاية من أجود أنواع البروتينات، ولا تنتج منه الخلية الواحدة سوى غرامات قليلة..
 طبعاً عالم النحل عالم عجيب غريب فيه من البهجة والسعادة الشيء الكثير، وتخالطه في أحايين عديدة مشاعر الألم والحزن عندما يكون الموسم ضعيفاً، أو عندما تتعرض الخلايا لبعض الأمراض، أو غيره.. ولكنه على وجه العموم عالم خاص يتميز بالنشاط والفعالية الدائمة، والسعي المتواصل للإنتاج والولادات الجديدة..
 على أن هذه الصنعة الجميلة التي مضت آلاف السنين على قيام الإنسان بها، تعود وتربي هذا الإنسان على الصبر والتحمل والسعي والعمل والمثابرة، بدأت تخالطها –كما ذكرنا آنفاً- منذ فترة كثير من الهموم والشجون، حيث لاحظنا من خلال ما نشاهده ونعاينه عبر زياراتنا المتكررة للخلايا التي نعمل بها هنا في الساحل، ومن خلال أيضاً ما سمعناه من شكوى عند كل العاملين في هذا الحقل الزراعي، بأن هناك ظاهرة بدأت منذ العام 2006، تتمثل بفقدان "خلايا النحل" لنحلها بنسبتفاوتت ما بين 30-50 بالمائة من إجمالي أعداد النحل في الخلية الواحدة تقريباً..
 وللوقوف عند هذه الظاهرة قمنا بزيارة ميدانية إلى أحد المناحل الساحلية الواقعة في قرية فديو حيث تمتد بيارات وبساتين الليمون، ولاحظنا وجود أعداد كبيرة من العسالات (المناحل الخشبية) الفارغة من النحل، بسبب هذه الظاهرة، وقد أعلمنا أحد أصحاب تلك المناحل بأنه فقد خلال هذا العام أكثر من 35 خلية من أصل 65 خلية يملكها كانت تدر عليه في الموسم الواحد (موسم اليانسون مثلاً) أكثر من 500 كغ من عسل اليانسون والشوكيات والكزبرة الذي ينتجه النحل بعد أن يتغذى على نبات اليانسون والشوكيات والكزبرة التي تزرع بكثرة في حقول حمص وحماة.
 ولدى سؤال بعض المختصين والخبراء في مجال النحل والعسل عن هذه الظاهرة أكدوا لنا بأن أحد أهم الأسباب يعود إلى أن أنظمة التوجيه الموجودة لدى النحل والتي تحدد للنحل مساراته الدقيقة وموقع الخلية يمكن أن تتعرض للخلخل بسبب الموجات اللاسلكية أو الموجات الكهرطيسية المنتشرة بقوة في الجو.. ولذا يجب عدم تشغيل الخليوي أثناء العمل بالنحل.. لأنه يفقد تلقائياً نظام التوجيه.
 والبعض يقول بأن من أسباب تلك الظاهرة هو التغيرات المناخية التي أثرتبشدة على إنتاج العسل، وقد تكون سبباً في "اختفاء النحل" الذي ظهر جلياً خلال هذا العام 2010 عند قطاف موسم عسل الحمضيات.. حيث لوحظ أن الأزهار (أزهار الليمون) قد تفتحت في شهر آذار،  أي قبل موعده بحوالي الشهر، وهذا أدى -على ما يبدو- إلى تلقيح وعقد الأزهار مبكراً (تحولها إلى براعم).. وهذا ما أثر سلباً على إنتاج العسل، لأن الوقت الزمني اللازم لقيام النحل الشغال بالسروح والسعي لجني الرحيق وبالتالي إنتاج العسل كان وقتاً قصيراً للغاية.
ويضاف إلى ما ذكر آنفاً وجود أسباب مرضية خلف ظاهرة فقدان النحل، حيث يتعرض النحل على الدوام إلى عدد من الأمراض والفطريات منذ فترة (مثل مرض فاروا الطفيلي، أو تعفن الحضنة الأمريكي)، قد تؤدي إلى إضعاف مناعة النحل على مواجهة كثير من الأمراض الأخرى، وتقلل من فرص مواجهته للتغيرات المناخية وخاصة خلال فصل الشتاء، وعدم قيام عدد من النحالين بالاهتمام الحقيقي والجدي العلمي بخلاياهم ومناحلهم..
 ولا ننسى أن رش المبيدات الحشرية من قبل الفلاحين في مختلف البساتين بهدف الحصول على إنتاج أحسن من الثمار هو أيضاً من أسباب ظاهرة فقدان النحل. ولو أنه بإمكان النحال السيطرة جزئياً على عملية الرش من خلال قيامه بنقل منحله إلى منطقة أخرى ريثما يتم الانتهاء من عملية الرش..
 وأخيراً نشير إلى أن الأسباب الكامنة وراء حدوث تلك الظاهرة –التي انحسرت جزئياً خلال هذا الصيف- عديدة ومتنوعة المصادر، وهذا ما يلقي على النحال السوري مزيداً من الاهتمام والرعاية بمنحله، وعدم استخدام مواد وتجهيزات خاصة بالنحل غير طبيعية وغير معروفة المصدر.. إضافة إلى ضرورة تثقيف نفسه على الدوام بما يعطيه مزيداً من الخبرة والإطلاع على عالم النحل..
سيريانديز

ليست هناك تعليقات: