كشفت جمعية متخصصة بتربية النحل وانتاج العسل في محافظة ديالى، أمس السبت، عن تنامي معدلات انتشار حشرة ضارة تصيب النحل وتؤدي الى هلاكه، الأمر الذي يؤدي الى تدني انتاجية العسل بشكل كبير، فيما ناشد العديد من النحالين الجهات الحكومية المتخصصة بتوفير مبيدات وقائية تضمن التقليل من الاثار السلبية للحشرة.
وقال رئيس جمعية النحالين العراقيين في ديالى علوان المياحي في حديث لـ»الصباح الجديد»، انه «في الاشهر القليلة الماضية برز تنام واضح في معدلات انتشار حشرة (الفروا) التي تصيب النحل وتؤدي الى هلاكه، ما انعكس سلباً على تدني انتاجية العسل بشكل كبير».
واضاف المياحي ان «حشرة الفاروا تعد من اخطر الآفات التي تصيب النحل، ووجودها يمثل مصدر تهديد لعمل النحالين في عموم مناطق ديالى»، لافتا الى ان «اغلب الادوية الموجودة حالياً من مناشئ رديئة وغير فعالة»، مطالباً وزارة الزراعة بـ»استيراد ادوية ومبيدات فعالة للإسهام في القضاء على الحشرة».
وتوقع المياحي «تدني انتاجية العسل بنسبة 10% خلال العام الحالي»، مشدداً على ضرورة «وضع آلية منظمة للإسهام في معالجة الافة قبل تناميها وانتشارها في المحافظات الاخرى».
فيما بين مصباح الشمري (نحال) في بعقوبة، ان «حشرة الفاروا من الحشرات الضارة التي تسبب خسائر فادحة للنحالين؛ خاصة في ديالى، بسبب تنامي انتشارها في اغلب المناطق التي تشتهر بتربية النحل».
واضاف الشمري ان «اغلب المعالجات والمبيدات التي تم استعمالها في معالجة حشرة الفاروا لم تحقق الهدف المنشود في القضاء عليها»، مناشدا وزارة الزراعة بـ»تأمين مبيدات فعالة، والعمل على دعم قطاع تربية النحل وانتاج العسل بكونه يعدّ مرفقاً اقتصادياً له مردود مالي جيد على البلاد». الى ذلك، انتقد سامي الزيدي (نحال) في ناحية بني سعد (20كم جنوب غرب بعقوبة) ضعف دعم المؤسسات الحكومية للنحالين، خاصة في تأمين المبيدات الفعالة من مناشئ عالمية معتمدة.
واضاف الزيدي لـ»الصباح الجديد»، ان «اغلب الادوية المتوفرة في الاسواق غير مجدية، لأنها من مناشئ غير جيدة؛ ما يزيد الطين بلة ويسهم في تنامي المشكلة على نحو يؤدي الى مضاعفة الخسائر المادية».
واشار الى ان «حشرة الفاروا تغزو حالياً اغلب مناحل ديالى؛ وتسببت بخسائر فادحة ادت الى تدني انتاجية العسل بشكل لافت»، داعياً وزارة الزراعة الى «تقديم يد العون والمساعدة لنحالي ديالى لمساعدتهم في تجاوز الازمة والقضاء على احدى ابرز الآفات الضارة للنحل بشكل عام».
أما عبود خلف العتبي (نحال)، فقد طالب الحكومة والجهات المعنية بـ»تأمين مناخات ملائمة لمربي النحل، عبر اطلاق القروض الخاصة بالنحل وتجهيز المربين بمستلزمات ومبيدات لجميع المربين».
وقال العتبي لـ»الصباح الجديد»، ان «التغييرات المناخية والحروب خلفت اوبئة ضارة بالنحل حدت من انتاج العسل؛ ابرزها حشرة الفاروا والزبور الأحمر»، مؤكداً «مساعي جميع النحالين باستيراد اصناف عالمية من النحل لزيادة انتاج العسل في عموم المحافظة».
في حين، اشار المهندس الزراعي صفاء الدين الجبوري الى ان «حشرة الفاروا طولها مليمتران، ولونها بني، وهي تركب ظهر النحلة ليلا ونهارا، وتقوم بثقب ظهر النحلة وامتصاص دمها، وتضيف فيروسات تدخلها في جسم النحلة فتصيب جهاز المناعة عندها بالشلل التام، وهذا يكفي للقضاء عليها.» واضاف الجبوري لـ»الصباح الجديد»، انه «من خلال التقارير العلمية المؤكدة فان ألف حشرة من الفاروا قادرة على تدمير خلية بها خمسون ألف نحلة عسل»، مبينا ان «الفاروا تسببت بكوارث عديدة حول العالم».
فيما اقر المهندس الزراعي جبار عبد الله الدليمي بان «حشرة الفاروا دخلت البلاد عام 1985 وتسببت بأضرار كبيرة تمثلت بانحسار اعداد الخلايا بنسب عالية جدا».
وأوضح الدليمي لـ»الصباح الجديد»، ان «اغلب الادوية المستعملة والمبيدات غير فعالة بشكل كبير في القضاء على حشرة الفاروا، الا ان هناك جهوداً من قبل مراكز بحثية عالمية لتأمين مبيد فعال يسهم في معالجة تأثيرات الحشرة والتقليل من اثارها السلبية على النحل».
يشار الى أن جمعية النحالين في ديالى تأسست عام 1976، وكانت تضم 191 عضوا في حينها، ويبلغ عدد أعضاء الجمعية حاليا 490 نحالا، فيما يبلغ عدد النحالين في ديالى أكثر من 1600 نحال موزعين في عموم المناطق والوحدات الادارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق