Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

23‏/08‏/2010

تربية النحل في الصحراء الأردنية


تقرير:رمكو اندرسن – إذاعة هولندا العالمية/
تجفل الشابة انتصار العظمة خوفا عندما يضع المدرب صفيحة ممتلئة بالحشرات أمام عينيها. وقد أطلقت ضحكة مضطربة من وراء نقابها الأبيض. وهي تعترف بخوفها لكنها في نفس الوقت مصممة على إتمام دورتها التدريبية في تربية النحل. تريد بعدها أن تعمل من اجل أن تساهم في تغطية التكاليف المعيشية للعائلة.
ولدت انتصار العظمة وسط عائلة بدوية قضت طفولتها في الصحراء الأردنية وليس في المدرسة. تركت انتصار، كما هو الحال مع معظم البدو في الأردن، تلك الحياة خلفها وهي الآن تبحث عن عمل في القرية الصغيرة التي استقرت فيها مع عائلتها.
مقر سكن ثابتالبدو الرحل كما يعرفهم الناس الذين يتنقلون من مكان لأخر مع عائلتهم ومواشيهم لم يعد لهم وجود حقيقي في الأردن. سنين من الجفاف، ارتفاع أسعار العلف والسرعة في انتقال الأردن إلى الحياة المدنية العصرية قادت بالكثير من البدو إلى مفارقة خيامهم.
إنهم يشكلون 7 بالمئة من سكان الأردن أي حوالي نصف مليون، كما يؤكد محمد شهباز مدير مركز البادية للتنمية والبحوث."هنالك الآن ميل إلى الزراعة والحياة المدنية، نحن نساعد الناس في التعامل مع هذا التغير ونحاول ان نقوم بذلك دون ان نقلب حياتهم رأسا على عقب."
فرص الصحراءلابد لشهباز وزملائه العمل على ابتكار طرق خلاقة للوصول إلى هدفهم في مساعدة البدو التكيف على حياتهم الجديدة، فالبادية التي تشكل 80 بالمئة من مساحة الأردن هي منطقة صحراوية فقيرة بإمكانياتها مع انعدام المعامل وقلة التجارة وارتفاع معدلات البطالة.
يحاول مركز تنمية البادية تعزيز إمكانيات الصحراء. وهكذا بدأ العمل بزراعة محاصيل جديدة تتلاءم مع شح المياه في الصحراء، كزراعة نوع من البصل القادم من نيومكسيكو كذلك يتم تدريب السكان على استخدام التقنيات التكنولوجية في الاستفادة القصوى من المواشي نتج عنها معامل الحليب والجبن.
وهنالك خطط طموحة في تشجيع السياحة في البادية، إذ يزورها الآن وفد سياحي ايطالي يحاول اكتشاف الجزء الشمالي الشرقي بمساعدة البدو المحليين وتوجد خطط فعلية في هذا الشأن لبدء دورات تدريبية لتوفير فرص عمل كدليل سياحي.
خيم ملكيةوهنالك المزيد. العمالة الموسمية تساهم في تجفيف الطماطم لتوفر الشمس حيث يتم بعدها تصدير الطماطم المجففة بأسعار عالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أما البدو الذين مازالوا يسكنون الصحراء فهم يعملون على صناعة الخيام من شعر الماعز بطلب من العائلة الملكية الأردنية أو لعوائل عربية غنية أخرى.
في هذه الأثناء نشأت وبدعم من الحكومة الأردنية العديد من الشركات المساهمة الصغيرة في أرجاء متفرقة من البادية. لابد لي ان اعتاد على الوضع الجديد، كما تقول انتصار التي تتدرب على تربية النحل فطبيعة العمل الجديد مختلفة تماما عن التنقل في البادية مع المواشي.
وحينما سئلت انتصار فيما اذا كانت تفتقد الحياة البدوية صمتت برهة قبل أن تجيب لتقول بعد ذلك بأنها كانت تستمتع بالتنقل في الصحراء مع عائلتها، كانت تلك الحياة تساعدها على اكتشاف أماكن جديدة، تتميز بروح المغامرة وتمنحها حرية الطيور. تنظر بعدها بحزم وتقول:"لقد ذهبت تلك الحياة، أريد الآن أن انهي الدورة التدريبية، أريد عملا ومستقبلا وسوف امسك بكل فرصة تتاح لي."
http://www.rnw.nl/arabic/article/164227

ليست هناك تعليقات: