Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

31‏/08‏/2010

فن الذيلنة *

رمزي الغزوي
بعيداً عن تعاطفنا المتجدد مع الفأر (جيري) في أفلام الكرتون ، وتعاطفنا النسبي مع الفئران الداجنة البيضاء ، التي تتشابه فسيولوجياً وتشريحياً مع الإنسان ، والتي تستخدم في التجارب الطبية وتجربة العقاقير ، بعيداً عن كل ذلك التعاطف الخفي ، فالفأر سيبقى خبيثاً وذكياً و(مُذيلاً) حتى آخر عمره ، فميزته الفريدة ، أنه يستخدام ذيله بمهارة فائقة لا توصف ، فإن سطا على زجاجة زيت ، فيدخل ذيله فيها برشاقة ، ويخرجه متمتعاً بلعق الزيت ، حتى آخر قطرة.
لكن الفأر ليس الكائن الوحيد الذي يجيد فن (الذيلنة) بامتياز وحنكة ، فهناك الكنغر ، الذي يتخذ ذيله رجلاً ثالثة ، تعينه على القفز الطويل ، أو في العراك والقتال ، وهناك الحرذون (حيوان زاحف محرشف رشيق الحركة يشبه تمساحاً صغيراً بطول شبر) ، يستخدم ذيله الرشيق الدقيق في اصطياد النحل بطريقة خبيثة ، فبعد أن يقف ساكناً جوار خلية ، يدس ذيله فيها بتسلل ، فتهاجم النحلات الحارسات هذا الذيل ، فيسحبه الحرذون برشاقة وسرعة ، ويبدأ بالتقام النحلات العالقة بحراشفه بتلذذ ونشوة،.
أحياناً تضرب الحرذون موجة من الحمق أو أو تأخذه العزة بالإثم ، فيتوق لمزيد من النحل الطازج ، ولا يكتفي بما جناه ذيله الراعش ، فيقرر أن يدخل بكامل جسده إلى جوف الخلية: كي يتمرغ بين فرائسه الشهية ، وهنا سيصيبه الموت المحقق المحتوم، ، فتهاجمه جيوش النحل باللسعات المسمومة ، حتى يسقط (فطيساً) في سبيل جرب بطنه وطمعه،.
ولأن النحل يدرك تماماً أن ترك جثة الحرذون دون دفن ، سيسبب المرض والموت للخلية أو يحدث فساداً في العسل ، وكونه لا يستطيع حمل الجيفة ورميها خارج الخلية ، لذا يقوم النحل بتشميع جثمان الحرذون بالشمع السميك بسرعة كبيرة (وهذه حقيقة يعرفها النحالون ويشاهدونها بكثرة) ، فيصبح الحرذون ، وكأنه تمثال وسط الخلية ، ويصير شاهداً لكل النحلات بأن لا ينخدعن بمثل هذا الحيوان الخبيث ، أو ذيله الشقي،.
وهكذا سيبقى للذيول من حولنا مآرب شتى ، لا تحتويها مقالة أو خاطرة ، وسيصبح لها في كل يوم طريقة جديدة مبتكرة ، وسيصبح فن الذيلنة الذي نراه في حياتنا والذي يسمى أحيانا بالشطارة ، سيصبح هذا الفن طريقاً سالكة ومعبدة لأؤلئك الذين دابوا على سرقة العسل من الشقوق. أو لعق زيتنا بغير حق.
مع كل الأرباح التي يطلوها الذيل أو ينولها أو يصيبها أو يجنيها بخبث ومكر ، ففي النهاية سيحظى الحرذون بتمثال مشمع في مزبلة النسيان. فهل يقول النحل العامل (التعيب): تباً لكل الذيول التي ترتع في ملذاتنا ، بنفاقها الراعش ، تباً لها إنها تحجب عنا وتيرة الحقيقة في كل حين،.

http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\OpinionAndNotes\2010\08\OpinionAndNotes_issue1056_day31_id262987.htm

ليست هناك تعليقات: