Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

16‏/10‏/2013

عسل ألماني بأيدي مصرية!

عسل ألماني بأيدي مصرية!

أحد أهم مزارع النحل المتميزة في بافاريا هي جزيرة النحل، التي يملكها الدكتور علي حسانين، أستاذ الفيزياء المصري الأصل الذي يعيش في منطقة جارمش القريبة من ميونيخ. ليست مزرعة لإنتاج العسل ومشتقاته فقط، إنما هي أيضًا مزرعة تعليمية، يزورها يوميًا المهتمون بعالم وأسرار مملكة النحل، من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، ومن الهواة والباحثين.
 سر الهواية
 إذن ما هو الدافع إلى هذه الهواية البعيدة عن التخصص في علوم الطاقة الشمسية التي درسها حسانين في جامعة فرايبورغ في العام 1985؟ يقول: "الدراسة العلمية جعلتني أكثر اهتمامًا بتفاصيل كثيرة في الحياة، فهواية تربية النحل نافعة ومفيدة للغاية، كما أن الإحساس بالملل يتلاشى تمامًا كلما تأملت عمل النحل والنظام العجيب الذي يتبعه داخل الخلية، وحب هذه الهواية نقلني في سنوات قليلة من امتلاك بضع خلايا في حديقة المنزل إلى امتلاك هذه المزرعة، أو ما يطلقون عليه هنا اسم جزيرة النحل".
 من المهم أن يعرف الناس أن بعض الدول تعتبر وجود النحل بمثابة أمن قومي لها. في أميركا على سبيل المثال، يقوم النحل بتلقيح مزارع اللوز الشاسعة، وبدونه تخسر البلاد مليارات الدولارات. لذلك فهو أمن قومي هناك لا يسمح بالمساس به، ونتذكرفي سنة 2005 عندما نفقت أعداد كبيرة منه، سارعت أميركا لشراء ما يكفي من النحل لتعويض المفقود على وجه السرعة. 
 علي أبواب جزيرة النحل، لا يمكن أن تتجنب صوت الطنين الذي يملأ المكان، ولا النحلات التي تتطاير حول الرؤوس، وهذا ما يجعل المرء يتلفت حول نفسه من دون تركيز. يضحك الدكتور حسانين ويأخذنا إلى ركن هادئ، حيث راح على الفور يتحدث عن وقوعه في غرام هواية تربية النحل. يقول: "من المهم في البداية أن نعرف أن الإنسانية لا تستطيع الاستغناء عن تلك الحشرة الصغيرة، فهي تلعب دورًا في استمرار الحياة علي سطح هذا الكوكب، فهو يلقح أكثر من 80%  من المحاصيل الغذائية، ما يضمن استمرار غذاء البشر، غير إنتاج العسل الذي يعتمد عليه الكثيرون كغذاء ودواء منذ أن أكتشفه الإنسان قبل 8 آلاف عام".
  العسل شفاء 
 كثيرون مهتمون بالعلاج بعسل النحل. يقول حسانين: "إن العسل مضاد حيوي قوي، وقد ثبت أن سم النحل يعالج عددًا من الأمراض، مثل الزهايمر والأيدز والتهاب الكبد الوبائي-س ومرض السكر، ومن الغريب أيضًا أنه يعالج ضغط الدم بشكل فريد، فهو يقوم بالتنظيم التلقائي لضغط الدم، أي يخفض الضغط العالي ويرفع الضغط المنخفض، ولهذا يباع الغرام الواحد منه بخمسين ألف دولار".
 كل شئ تفرزه النحلة مهم لصحة الإنسان، حتى هواء خلية النحل. فإن استنشاق هذا الهواء يعالج أمراض الجهاز التنفسي. وفي سويسرا، هناك فنادق متخصصة يمكن استنشاق هواء خلية النحل فيها مقابل 30 إلى 40 يورو في الجلسة الواحدة. أما شمع النحل فمعروف أن الإشعاعات النووية لا تستطيع اختراقه، وهو يستخدم على نطاق واسع في تدليك الأجساد المرهقة، حيث يخلص الجسد من السموم ويعطي للجسم رونق جميل. 
 يقول حسانين: "استخلاص حبوب اللقاح التي تحملها النحلة على هيئة كرتين مستديرتين في ارجلها أثناء تنقلها بين الزهور في موسم التلقيح في فصل الربيع تستخدم أيضًا لغذاء الإنسان، لأنها تحتوي على أهم الأحماض الأمينية الأربعة والعشرين التي يحتاجها جسم الإنسان، لذلك أحرص على استخلاصها من جسم النحلة عن طريق مصائد خاصة، ثم تعالج وتباع كغذاء يؤكل مع الزبادي أو العسل أو تستخدم في العلاج".
  خبز النحلة
 تجارة العسل رائجة حول العالم، فلا أحد ينفي أهميته كغذاء أو دخوله في صناعة الحلويات وغيرها. تختلف كمية العسل التي تنتجها الخلية الواحدة من دولة إلى أخرى، وفقًا لعوامل عديدة منها مناخية وأخري غذائية. مثلًا، تنتج الخلية في مصر 6 كيلوغرامات من العسل، وفي ألمانيا 30 كيلوغرامًا، أما في روسيا فتنتج 60 كيلوغرامًا.
 ومذاق العسل متنوع منه الحلو ومنه المر مثل عسل الجبل الأخضر في ليبيا. وأسعار العسل تتفاوت بشكل كبير، فهي تتراوح بين 10 إلى 700دولار في الأسواق العالمية. وهناك أنواع من العسل تباع بالغرام مثل عسل المنادكا في نيوزيلندا، وهو مضاد حيوي قوي وفعال واسمه مشتق من تلك الشجرة العجيبة هناك وفق ما يقوله الدكتور حسنين.
  وتطال التجارة كل ما ينتجه النحل في الخلية، ويصل ثمن كيلوغرام واحد من خبز النحلة إلى 70 يورو، وهو عبارة عن تركيبة من العسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات، يتم خلطها وبيعها للزبائن.
  ألغاز تحير الإنسان
 يفتح الدكتور حسانين إحدى الخلايا، ويكشف الكثير من أسرار النحل. يقول: "في كل خلية ملكة واحدة، تعيش من 3 إلى 5 سنوات، أما الشغالة فتعيش زهاء 4 أسابيع فقط، ويصل عددها من 60 إلى 80 ألف شغالة في الخلية. وفي الخلية كذلك آلاف الذكور، والملكة تتغذي فقط علي الغذاء الملكي، وهي مادة شديدة الغرابة لم يتم فك شفرتها الكيميائية على وجه الدقة حتي الآن، تصنعها الشغالات داخل أجسامها وتطعمها للملكة فقط، وهي تضاعف من حجم النمو عندها، ويعتقد كثير من الناس أن غذاء الملكات يطيل عمر البشر.
 تضع الملكة من 2000 إلى 3000 بيضة يوميًا، والغريب أن هذا الحجم من البيض يزيد في الوزن عن وزن الملكة نفسها. البيضة الملكية تضعها الملكة في خلية مختلفة، لأنها تلقح مرة واحدة في حياتها، فتحتفظ بالحيوانات المنوية في جسمها حيث تكفيها طوال العمر. بين وقت وآخر، يحدث تمرد في خلية النحل ضد الملكة، عندما تضع البيض بشكل غير منتظم، أو عندما يكثر النحل وتضيق الخلية به، لهذا يقوم النحل بإجبار الملكة علي وضع البيضة الملكية، ويتراوح عددها من 3 إلى 4 بيضات. بعد الفقس وفترة الحضانة، تنفرد اقوى الملكات بالخلية وتقتل الملكات الأخريات، لتظل في الخلية ملكة واحدة.

ليست هناك تعليقات: