Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

19‏/03‏/2010

النحلة والدبور



النحلة بالنسبة للدبور وجبة شهية يحلم بها كلما داعبه الاحساس بالجوع. وهي تستحق السفر بحثاً عنها لما فيها من قيمة غذائية ليرقات الدبابير التي تحتاج إلى تغذية غير عادية كي تصبح دبابير المستقبل بقوتها وجبروتها اللذين تتميز بهما في عالم الحشرات الذي تنتمي له, كما أن الدبور بالنسبة للنحلة ما هو إلا أحد الاشرار الطامعين الحسودين، الذي ينبغي التصدي له رغم الفارق الهائل في القدارت القتالية.
وحكاية النحل والدبابير مليئة بالاثارة، الا أن معايشة المشهد على الطبيعة اشد اثارة من الاكتفاء بالقراءة عنه. وبامكان أي شخص ان يذهب إلى أحد مواقع تربية النحل . لا سيما في الصيف حيث تكثر الدبابير. ويشاهد لعبة الحياة والموت بين الحشرتين.
واذا كان من المشاهد العادية أن ترى بعض الدبيابير تتسكع في المنطقة فإن ذلك التسكع ينطوي على خبث وانتهازية، حيث يظل الدبور هائماً إلى أن تلوح له نحلة في وضع مثالي للافتراس، ولا يقدم الدبور على الانقضاض ما لم يتأكد من انه سيكون في وضع يحيد فيه كل القدرات الدفاعية للنحلة المسكينة.
وللدبابير سلالات تختلف تبعاً للأقاليم الجغرافية، وفي المنطقة العربية وآسيا يسود دبور ضخم الحبة يسمى (دبور المندرين). ولا يكتفي هذا الدبور- الذي يسمى في بعض المناطق العربية دبور البلح – بالهجمات الانفرادية، بل "يخطط" لهجمات جماعية منظمة ادت في بعض المناطق إلى القضاء على اعداد هائلة من النحل.
ولدى تنفيذ احدى الغزوات الكبرى يقوم افراد أقوياء من الدبابير باصطياد النحل البالغ الذي يحوم حول الخلية ، وبعد التغلب على الحراس تصبح مفاتيح المملكة بكل خيراتها في أيدي الدبابير.
وتقوم وحدة بديلة من الدبابير بمهام الحراسة بعد اتمام عملية الانقلاب، فيما يتم نهب كافة ثروات الخلية من يرقات وعذراءات كما يتم "سبي" صغار النحل لتقدم كلها غذاء ليرقات الدبابير القابعة في عشها بانتظار الغنائم.
وتختلف ردة الفعل النهائية للنحل تبعاً للسلالة التي ينتمي اليها فالنحل الاوروبي ذو الطبيعة المسالمة يقاوم في البداية، حتى إذا سقطت الخلية عسكرياً سارع على "رفع الراية البيضاء" أما النحل من سلالة "ابيس سيرانا" الذي ينتسب إلى الهند وبعض المناطق الآسيوية، فإنه يعيد تنظيم دفاعاته بسرعة، ويبدأ بالهجوم بالمضاد على شكل مجموعات "فدائية" تتعنقد حول الدبور الحارس، وتشد الخناق عليه مما يؤدي الى رفع درجة حرارته إلى مستوى لا يقوى على احتماله، فيخر صريعاً، وهكذا فمن دبور إلى آخر غالباً ما ينجح النحل في صد العدوان وان كان قد تكبد خسائر فادحة.
وفي عالم النحالة التجارية، حيث يسود النحل الاوروبي الهادئ يتعرض النحالون لخسائر كبيرة جراء هجمات الدبابير، ففي فلسطين المحتلة مثلاً تتسبب تلك الهجمات في فقدان 3000 خلية نحل سنوياً، وفي نيوزلندا يخسر النحالون 3900 خلية، ومن هنا برزت الحاجة لمساعدة النحل على مواجهة الخطر، وتمخضت ذهنية بعض النحالين وخبراء النحل عن ابتكار بعض الاساليب مثل الاقفاص المختلفة لاصطياد الدبابير بواسطة طعم من المربى والحلويات وجثث النحل وغير ذلك.
ومن الطرق الأكثر تعقيداً، تزويد الدبابير عند تسكعها بوجبات من المواد البروتينية التي تحمل في داخلها سموماً حشرية، وعندما يقوم الدبور بنقل الطعام إلى صغاره في العش، تتسمم مملكة الدبور بالكامل، وقد اثبتت هذه الطريقة نجاعة في بعض البلدان، الا أن سلبيتها الوحيدة تتمثل في أن اثرها ليس آنياً، حيث تؤدي إلى موت يرقات الدبابير، بينما الدبابير البالغة تسرح وتمرح وهذا يعني أن الامر يتطلب اشهر حتى تذوي مملكة الدبور وتنقرض بأكملها.
منقول للفائده

ليست هناك تعليقات: