Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

22‏/03‏/2010

عفاف النسور .. سيدة جرشية تحفر مستقبل عائلتها بالصخر




 - الدستور -
تقرأ في ملامحها الاصرار على العمل والحركة الدائبة فالحياة كما تقول "اصعب من ان نتوقف فيها" فالذي لا يعمل لا حياة له ، فتلك السيدة الريفية التي طوت الياس والضنك وضيق ذات اليد لتتغلب على كل ذلك وتنقذ اسرتها من الحرمان وتنقلهم الى حياة تضمن فيها عناصر الحياة الاساسية.
تجربة السيدة عفاف محمود النسور في قرية الجزازة غرب جرش بنحو 20 كم ، اثبتت ان المراة الاردنية قادرة على قبول التحدي وتقبل الصعب حتى وان كان ذلك متعلق بسبل الحياة وتربية اسرة وانقاذها من حالة البؤس والفقر والتشرد الى الامن الاجتماعي وتوفير سبل الحياة لها ولاسرتها بدل التواكل والاستسلام.
"اريد ان اعيش انا واطفالي وزوجي بكرامة وعزة نفس" لا نمد ايدينا الى احد وما نسعى اليه كفاف يومنا هكذا قالت ام "محمد ربيع" هذه السيدة المتزوجة ولديها اسرة قوامها تسعة اطفال اكبرهم في الصف التاسع الاساسي واصغرهم في المهد وتحصيلها العلمي الصف السابع الاساسي.
وتمضي ام محمد للقول ان زوجي اذا توفر له العمل فان ما يحصل عليه في الشهر لا يكفي لاعالة شخص واحد على امتداد ايام الشهر فهو يعمل تارة في الحراسة وتارة اخرى بما تيسر اضافة الى ظروف الحياة وقساوتها التي فرضت علينا حيث لا ارض نملكها ولا بيت ولا راتب نعتمد عليه فكان التفكير بعمل شيء ما ينقذ حياتنا ويوفر ولو النزر اليسير لمقومات الحياة التي نحتاجها.
تربية الدواجن
وبدأت الفكرة عند ام محمد وقالت كان الامر في البداية من لدن اصحاب القلوب المؤمنة من عباد الله الذين يرون العتمة في مكان فيبادرون الى اشعال شمعة فيه فكان لهم دور في ذلك حيث ولد المشروع الاول وهو عبارة عن تربية الدواجن في البيت وبدا المشروع بست دجاجات استطعت ان اكثرها لتصبح ستين دجاجة تعطينا كل يوم طبق من البيض وتتراوح هذه النسبة زيادة او نقصانا بين فترة واخرى وقد استطعت ان اوفر لاطفالي مادة البيض وبشكل يومي وابيع ما تبقى منه الى الجيران.
ابقار
ثم تلى ذلك مشروع اخر بتربية بقرة حصلت عليها من مشاريع مديرية زراعة جرش واعتبرت هذا المشروع منقذا بالنسبة لي ولاسرتي حيث بدا يتوفر لدينا مادة الحليب وبدانا ببيع هذا المادة الى السوق واشارت الى ان سعر الكيلو الواحد يباع بـ"27" قرشا وهذا ما يتحكم به المسوق حيث يصل في بعض الاحيان الى "47" قرشا لكن ما يحصل هو نتيجة التنافس بين كبار مشتري الحليب حيث يضرب بعضهم الاخر للسيطرة على هذا السوق.
عسل
وقالت ام محمد ان مديرية الزراعة قدمت لي خمس خلايا نحل وقد بارك الله فيها فاعطت في الموسم الاول نحو 75كغم من العسل الصافي ولكن وربما نتيجة عدم خبرتي الكافية بتربية النحل قد ادى الى نفوقها جميعا واستطردت قائلة بانها حزنت حزنا كبيرا على هذه الخلايا لكن الله سبحانه وتعالى لا ينسى احدا وفي هذا العام افاقت في الصباح فاذا بطرد كامل من النحل - هبة من الله - يحوم في باحة البيت فوضعت له خلية فسكن فيها ثم قسمته الى عدد من الخلايا والان انتظر العسل .
ماكنة خياطة
اما المشروع الرابع فهو عبارة عن ماكنة خياطة تخيط عليها من ثياب وما شابه للجيران وابناء قريتها الا ان هذا المشروع كما تقول ام محمد توقف لتعطل تلك الماكنة وعدم قدرتها على القيام باصلاحها وتشير الى ان هذه المعرفة كانت اكتسبتها من والدتها في صغرها.
وتستمر حكاية ام محمد فالاسرة تحتاج الى نحو دينار ونصف يوميا من مادة الخبز ومثل هذا المبلغ يعد معجزة لوضع الاسرة المادي فتقول لجات الى شراء الطحين واقوم بعجنه وخبزه على الصاج فوفر علينا الشيء الكثير على حد تعبيرها.
تلك حكاية ام محمد في قرية الجزازة جد ومثابرة وما تتمناه ان يكون لديها عدد من الماعز لزيادة وتحسين دخل اسرتها.
هذه الحكاية رايناها على ارض الواقع ولعل الحاجة الى المعرفة بعوامل نجاح المشاريع والخبرة اللازمة لادارتها من الاهمية بمكان لدفع هذه الاسرة ومثلها الاسر الكثيرة لعمل مشاريع ناجحة سيما وان الارادة متوفرة وان الحاجة "هي ام الاختراع" ولذلك لا بد من رفد هؤلاء الناس بالخبرة وتنظيم جولات عليهم وارشادهم.
فكم من اسرة تتقاضى مساعدات نقدية من التنمية الاجتماعية وهي قادرة على تنفيذ مشروع منزلي حسب طبيعة المكان وخصوصيته فلماذا لا تدعم مثل هذه الاسر لا سيما التي لديها رغبة بالعمل وتزويدها كذلك بالخبرة من خلال الجولات الميدانية لتتمكن من رفع سوية دخلها وتحسين مستواها المعيشي.
واخيرا الشكر كل الشكر لام محمد ربيع التي تحدت الصعب وعصرت المستحيل وجعلت منه شيئا ممكنا بمثابرتها وحبها للعمل وسد حاجة اسرتها فهي ام تستحق المزيد من الدعم والتوجيه لتعظيم دخل اسرتها.




ليست هناك تعليقات: