Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

09‏/09‏/2010

لبنان بلا عسل! الإنتاج لا يتعدّى الـ 10%... والأمراض والمبيدات تفتك بالنحل



في كل عام، ينتظر مربّو النحل موسم إنتاج العسل لكي يفيدوا من القليل من عائداته، إلا أن هذا العام لم يكن كالسابق، إذ لم يتعدّ الإنتاج الـ10 في المئة، والأسباب كثيرة، أهمّها التقلّب المناخي وقضاء المبيدات الزراعية والحشرات والأمراض على النحل قبل أن «يفرخ»!
رشا أبو زكي
صيف لبنان هذا العام سينتهي مرّاً، فعسله وصل إلى أدنى مستويات إنتاجه منذ سنوات طويلة، وقفران النحل اضمحلّت بفعل عدم «تفريخ» النحل كعادته كل عام. ومن الجنوب إلى البقاع الشكوى واحدة، وخسائر مربّي النحل واحدة، أما الأسباب فكثيرة، منها التقلب المناخي، وانخفاض معدلات المطر، إضافةً إلى الأمراض الفتّاكة التي أكلت جوانح النحل وطعامه، مروراً بالمبيدات الزراعية، التي قتلت أعداداً ضخمة من جيوش النحل، وصولاً الى الامتداد العمراني وتأثيراته السلبية في هذا القطاع، وخصوصاً في ما يتعلق بكثافة الهواتف الخلوية التي تؤثر بذبذباتها في الذبذبات التي يصدرها النحل لتحديد مساره... أما النتيجة، فهي أن لبنان سيكون هذا العام بلا عسل، إذ إن قفران النحل لم تنتج سوى ما بين 10 و30 في المئة من الإنتاج مقارنةً بإنتاج العام الماضي!
الإنتاج: عدم!
إذ يوجد في لبنان حوالى 125 قفيراً من النحل، ينتج كل قفير عادةً ما بين 8 كيلوغرامات إلى 15 كيلوغراماً من العسل، إلا أن القفران هذا العام لم تنتج إلا ما بين كيلو غرام الى 2 كيلوغرام من العسل، فيما تراجع عدد القفران أكثر من 50% بسبب عدم قدرة النحل على التفريخ لتعويض القفران التي تتلف عادةً في فصل الشتاء من كل عام. ويشير مربّي النحل أحمد قنواتي إلى أن الإنتاج كان شبه معدوم في الربيع بسبب التغيّر المناخي وقلة المطر، ما جعل الأزهار تتفتّح باكراً وكان النحل لا يزال غير «مجيّش»، ويشير الى إصابة النحل بعدة أمراض هذا العام، بحيث سُجّل انتشار كثيف لحشرة الفاروا، وهي نوع من العناكب التي تأكل طعام النحل وتأكل أجنحته كذلك، بحيث يصبح مشوّهاً، ويلفت قنواتي إلى أن وزارة الزراعة يجب أن تراقب كيفية استخدام الأدوية الخاصة بالنحل، لكون عدم استخدام الأدوية في وقت متزامن بين جميع النحالين يُعدّ بلا جدوى، لأن الحشرات تنتقل بسرعة بين القفران. ويلفت الى أنه إضافةً الى الأمراض، فقد عانى النحل كثيراً هذا العام من رش المبيدات في موسم الربيع، وكذلك من رش الأدوية الزراعية على الحمضيات في موسم جني النحل للعسل. شارحاً أن أجهزة الخلوي تؤثر في حياة النحل بسبب الذبذبات التي تصدرها، والتي تؤثر في مسار النحل وذبذباته. لافتاً الى أن انحسار رقعة الاخضرار في لبنان وانتشار العمران عشوائياً، أدّيا كذلك الى تراجع ملحوظ في هذا القطاع.
تفاوت في حجم الأزمة
وإن كانت الأزمة عامة، فإن التفاوت في حجمها يبقى رهن قدرة النحّالين على الحفاظ على قفرانهم وحماية النحل، إذ أدت الأدوية الزراعية التي رُشّت على الأشجار الى حصول مربّي النحل الياس مكسور (رأس بعلبك) على 10 في المئة فقط من إنتاج العسل، ويشير الى أنه كان مضطراً إلى وضع القفران في مناطق زراعية لكونه لا يوجد زهر سوى هناك، مشيراً الى أنه إضافةً الى حشرة الفاروا، انتشر مرض تعفن الحضنة، وهو مرض معدٍ يؤدي الى قتل النحل. ويلفت الى أن بعض النحالين استطاعوا الحصول على 50 في المئة من إنتاج العسل، وذلك بسبب وجودهم في مناطق لم تشهد القسوة المناخية التي شهدها البقاع هذا العام.
ويشرح ثائر زغيب، وهو مدير مركز النحال البقاعي، أن النحل لم يفرخ تفريخاً طبيعيّاً لأن المطر لم يتساقط في نهاية فصل الربيع كما يحصل عادةً، فيما جاء هواء دافئ جداً في شهري نيسان وآذار وقضى على مرحلة توالد النحل، ليحل بعدها الحر ويؤدي الى يباس
ينتج كل قفير 15 كيلوغراماً من العسل، إلا أن الفقران هذا العام لم تنتج إلا كيلو غراماً واحداً
الزهر على الشجر. ويشرح زغيب أنه عادةً كل قفير يفرّخ قفيراً من النحل كل عام، ما يزيد الإنتاج زيادة تصاعدية، إلا أن هذا العام كان سيئاً، وستمتد تأثيراته الى الأعوام المقبلة.
ويقول رئيس نقابة النحالين في البقاع محمد العوطة إن منطقة البقاع مرت في موجة حر شديد لم تشهدها منذ سنوات، وفي الشتاء كان المطر قليلاً فيما كان الثلج نادراً ما أثر سلباً في المواسم الزراعية وبالتالي في النحل، فمعظم النحالة لم يقطفوا عسل هذا العام، وعادةً ينتظر النحّالة الموسم للحصول على بعض الأرباح، وخصوصاً أن مصاريف القفران مرتفعة، إلا أنهم فوجئوا بمعدل الإنتاج القليل جداً، فكانت الخسائر كبيرة وضخمة، وخصوصاً لدى النحّالين المتخصّصين، ولفت الى أن وزارة الزراعة لم توزّع أدوية حشرة الفاروا هذا العام بسبب إشكالات تتعلق بمناقصة استيراد الدواء، فوقع النحالون ضحية مافيات الدواء.
من جهته، رأى المستشار البيئي مازن عبود، أن تراجع عدد قفران النحل في لبنان بمعدل يناهز السبعين في المئة هذا العام يعدّ مؤشراً كارثياً إلى تبدل المناخ في لبنان والعالم، ودعا وزارة الزراعة والحكومة الى التحرك السريع بغية رفع أعداد النحل الى معدلاتها الطبيعية وذلك بوصفه الملقّح الطبيعي لمعظم النباتات.
وأشار الى أن مفاعيل تناقص النحل تتخطى تأثيرات الكارثة المباشرة على مربّي النحل، الذين أُصيبوا بكارثة كبيرة من جهة نضوب محاصيلهم من العسل، الى المزارعين الذين تراجعت وستتراجع محاصيلهم.


12 ألفاً
هو عدد القفران التي خسرها مربو النحل خلال حرب تموز عام 2006، والتي لم تتجدد نتيجة التقلب المناخي الذي شهده لبنان خلال السنوات الماضية، وارتفاع الحرارة وزيادة العمران في المناطق الزراعية.


هجرة النحل
يقول مربي النحل حسان سعيد إنّ مربي النحل يشهدون منذ حوالى سنتين هروب النحل من القفران، وإن هذه الظاهرة تهدّد جديّاً القطاع، ويلفت الى أن الأسباب لا تزال مجهولة، إلا أن التحليلات تشير الى أن الهروب ناتج من التغيير المناخي الذي يؤثر سلباً في الأشجار المزهرة في الربيع، وبالتالي يفتقد النحل الطعام، ما يدفعه إلى اللجوء إلى مناطق بعيدة عن القفران، ومن ناحية أخرى، يشير سعيد الى أن بعض حالات الهروب المفاجئ تعود الى قرب القفران من المناطق السكنية، وبالتالي تتأثر ذبذبات النحل بالإشعاعات الكهرمغناطيسية لمحطات الهاتف الخلوي والأجهزة الخلوية، ما يؤدي الى ضياع النحل.

ليست هناك تعليقات: