Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

13‏/08‏/2014

النحل: حليفٌ لم يُحسب حسابه في الحرب ضد الجوع والفقر


ستيفانو غرازيولي يروي قصة مشروع الأعمال الذي أسّسته وتديره أسرته، ويوضح المساهمة التي يقدمها مربّو النحل وقطاع النِّحالة للإنتاج الغذائي والزراعة الأسرية وللبيئة. 
أصبح ستيفانو مربّي نحل منذ 12 عاماً. ويقول موضحاً أن هذه المخاطرة قد جاءت بمحض الصدفة: "كان والدي يملك قطعة أرض صغيرة وكنا نعرف رجلاً في المنطقة يملك سرباً صغيراً من النحل. وهكذا قرّرنا أن نجرّب تربية النحل بهدف إنتاج كمية قليلة من العسل لغايات الاستهلاك المنزلي". فاشترى ستيفانو ووالده خليّتيْ نحل تكاثرتا بسرعة حتى بات لديهم عشر خلايا. وسرعان ما أصبحوا ينتجون عسلاً يفوق استهلاكهم الخاص، فبدأوا يبيعون الفائض منه محلياً. وقد مكّنهم ذلك من شراء مزيد من المعدات وزيادة استثمارهم في المشروع. وفي عام 2004 درس ستيفانو دورة في النِّحالة ليتعلم المزيد بشأن حرفة تربية النحل. وقرر على إثرها أن يترك وظيفته كمندوب مبيعات في القطاع الزراعي وأن يكرّس وقته وجهده كله للنحل.
مربّي نحل علّم نفسه بنفسهكان ستيفانو حريصاً على الإشارة إلى أنه بدأ من الصفر، حيث يقول متفكّهاً: "تعلّمتُ من خلال لسعات النحل المتكررة، وما أكثرها!" ومع مرور الوقت تعلّم ستيفانو كيف يحترم هذه المخلوقات المتوحشة، وذلك من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة، واستخدام المعدات الصحيحة، وكذلك، وهذا هو الأهم، من خلال التأنّي في التعامل مع النحل. حيث يقول "ليس في إمكانك أن تكون على عجلة من أمرك عندما تتعامل مع النحل، بل يجب أن تنتظر حتى تحين اللحظة المناسبة." وقد بات ستيفانو ينتج العسل حالياً في أربعة مواقع، بما في ذلك تعاونه مع رابطة المساعدة والإدماج الاجتماعي (A.A.I.S) الموجودة في براسيانو، والتي يعمل من خلالها مع الأطفال المعوقين ضمن مشروع 'Apiabili'. ويهدف هذا المشروع الى تعليم الأطفال المعوقين كيفية إدارة منحلة، وإنتاج العسل منها، والقيام بدورهم بتوضيح وبيان هذه العمليات لتلاميذ المدارس الأساسية. كما يشار الى أن عمل ستيفانو في مواقع مختلفة يتيح له إنتاج أنواع مختلفة من العسل، من ضمنها عسل الكستنة وعسل الأوكالبتوس وعسل الزّيزفون وعسل عبّاد الشمس.
طريقة حياةإن تربية النحل بالنسبة لستيفانو ليست وظيفة أو مهنة فحسب، بل هي كذلك طريقة حياة. حيث يقول "إنها تمنحنى الحرّية، والاستقلال الذاتي، كما تتيح لي أن أتفاعل مع الطبيعة كل يوم". ويوجد لدى ستيفانو وأسرته كذلك قطعة أرض يزرعونها بالخضار، بالاضافة الى موقد يعمل على الحطب يخبزون فيه خبزهم. ويضيف "إننا مكتفون ذاتياً بكل معنى الكلمة، ما يجعل الحياة مثمرة ومرضية للغاية". يذكر أن ستيفانو يزرع مجموعة متنوعة عريضة من الخضار، كما أنه يقوم حالياً بتجربة زراعة انواع جديدة من المحاصيل من ضمنها الأويسة وحرشف القدس.
التحديات الماثلةيبين السيد غرازيولي أن أكبر التحديات التي تاجهه هي تحديات مالية. حيث يبيع معظم إنتاجه لباعة تجزئة محليين، إلا انه في الغالب لا يحصل على سعر منصف أو لا يدفع الباعة الثمن في الحال. ولذلك بدأ يبيع إنتاجه قبل فترة وجيزة في الأسواق المحلية وفي المعارض، ما يتيح له الالتقاء بمنتجين آخرين، والتعرف على زبائن جدد وتوسيع شبكة معارفه وزملائه في المهنة.
لكن ستيفانو يوضح أن المسألة الرئيسية لا تكمن في بيع العسل، وإنما في إنتاج ما يكفي منه، حيث يقول "إنك تحتاج الى الكثير من خلايا النحل والى استثمارات راسخة ومستقرة."
ويمضي موضحاً أن الوصول الى الإئتمان أو التمويل تكتنفه المشاكل، كما أن عملية الحصول عليه تستغرق مدة طويلة وتعاني من البيروقراطية. كما يضيف "إن النحالة كثيراً ما يتم إغفالها، وينظر اليها على فرع صغير جداً من قطاع الزراعة"، غير أن تربية النحل لا تحتاج الى مبالغ استثمارية ضخمة، ولا تتطلب معدات أو آلات باهظة الثمن. ولذلك يجب تقديم مزيد من الحوافز وأشكال الدعم لمشاريع الأعمال الصغيرة وللأسر التي تربي النحل، خصوصاً في بدايات العمل الأولى."
إن ستيفانو يقدم الدعم لنحله بصورة خاصة خلال الفترة من مايو/أيار الى سبتمبر/أيلول عندما يكون النحل في طور إنتاج العسل. وفيما عدا ذلك يتعاون مع دائرة الحماية المدنية في المنطقة. حيث يقوم بزيارات منزلية لإخراج النحل على نحو آمن من المباني العامة والممتلكات الخاصة.
كما ويتعاون ستيفانو مع وحدة النّحالة في معهد Istituto Zooprofilattico Sperimentale del Lazio e della Toscana. وتقوم الوحدة بإجراء البحوث بشأن أمراض نحل العسل، حيث تعمل حالياً على تنفيذ دراسة وطنية بشأن صحة النحل أطلقت عليها اسم BEENET. ويقوم ستيفانو بوصفه ممثلاً للمعهد بجمع عيّنات من النحل والخلايا من النحّالين في المنطقة.
مساهمة كبيرة في الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للمناطق الريفية والتنوع البيولوجي
ينتج مشروع ستيفانو العسل والعِكْبِر وحبوب اللقاح. غير أن السيد غرازيولي يشدد على أن "تربية النحل لا تعني انتاج العسل وبيعه فحسب، بل وتعني كذلك إكثار النحل وحمايته".
إن النحل من خلال تلقيحه للمحاصيل بالمساهمة في زيادة انتاج الأغذية وتحسين جودة المحاصيل الزراعية. ويقول ستيفانو في هذا الشأن "إن مساهمات النحل لا تقدر بثمن".
ويضيف ستيفانو على سبيل المثال "إنني أعمل يداً بيد مع بعض المزارعين المحليين في سيستيرنا لاتينا. حيث يقدمون لي الأرض التي أستطيع تربية نحلي عليها، ويقوم النحل لقاء ذلك بتلقيح نباتات الكيوي التي زرعوها هناك". وهذا يتيح للمزارعين إنتاج فاكهة أكثر وأفضل جودة ويتيح لستيفانو انتاج العسل: "إنه تبادل مصالح، تكافل، حيث تكمل تربية النحل والزراعة بعضها بعضا."
وبالاضافة الى ذلك، يقوم النحل بتلقيح النباتات البرية، ومن ضمنها اشجار الغابات، وبهذا تلعب النحلات دوراً رئيسياً في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز النظام الزراعي الإيكولوجي.
وعن معرض الزراعة الأسرية الذي نفذته المنظمة (9-27 يونيو/حزيران 2014)، يقول ستيفانو أنه كان تجربة ممتعة ومفيدة. فقد افتتن بالانتاج العضوي للعسل والشمع في أفريقيا، وهو يدعم دور المنظمة في تشجيع السنة الدولية للزراعة الأسرية. ويضيف أن من شأن النحل أن يقدم بديلاً مغرياً للمزارعين الأسريين والمزارعين الريفيين، لأنه لا يتطلب استثمارات كبيرة، ويعيش بسعادة وانسجام مع النشاطات الزراعية الاخرى، وله أثر إيجابي على الانتاج الغذائي والبيئة.
ويختم ستيفانو حديثه بالقول "أنا لست متحدثاً مفوّها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمخلوقات التي أهيم بها – النحل – يمكنني الحديث الى الأبد!" كان في ودّي مواصلة الاستماع الى ستيفانو وهو يتحدث عن النحل وحُماته. فقد قال لي ستيفانو "عليك أن توفري الحماية لمربّي النحل قبل أن تحمي النحل نفسه."
http://www.fao.org/family-farming-20...m/ar/c/237482/

ليست هناك تعليقات: