Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

21‏/02‏/2010

المخابرات الأميركية تستخدم الحشرات في التعذيب



جيفري إيه. لوكوود - (النيويورك تايمز)

لطالما تم تجنيد الحشرات كأسلحة للحرب، وأدوات للإرهاب، وآلات للتعذيب منذ آلاف السنين. وإذن، هل يترتب علينا أن نتفاجأ بالأنباء التي تحدثت عن دراسة الاستخبارات الأميركية (السي أي إيه) إمكانية استخدام هذه المخلوقات لزرع الرعب في نفس "أبو زبيدة" المشتبه بضلوعه في الإرهاب؟ نعم، وإليكم السبب.
اشتملت الاستخدامات المبكرة المفترضة للحشرات في النزاعات الإنسانية على استخدام النحل والدبابير. وخلال العصر الحجري القديم، كانت أعشاش الحشرات اللاسعة -التي تكون موضوعة في سلال أو أوعية فخارية- ترمى إلى داخل الكهوف الصخرية أو في الأدغال الشوكية لحمل العدو على الخروج إلى العراء. ولم يتطور توظيف الحشرات لتدمير المحاصيل أو لنقل الأمراض إلا في الأزمنة الحديثة (إلا إذا شملنا هجمات يهوا على فرعون مصر أثناء الخروج اليهودي العظيم). وبالرغم من ذلك، استمر التعذيب الجرثومي في القيام بدور ما على مر التاريخ.
كان الفرس القدماء قد طوروا ممارسة بشعة تدعى "سكافيزم"، والتي كانت تتضمن إرغام الشخص عنوة على تناول الحليب والعسل، ثم وضعه في قارب أو جذع شجرة مفرغ، والسماح للذباب بغزو فتحة الشرج الضحية ولحمه الذي يصاب بالغرغرينا على نحو متزايد. وكانت القبائل السيبيرية تشد وثاق السجين، بعد تعريته من الملابس، إلى شجرة وتترك للبعوض وغيره من أنواع الذباب الماص لدغه بما يصل إلى 9000 لدغة في الدقيقة -وهو معدل يكفي لتجفيف نصف دماء الإنسان في غضون ساعتين. كما أن قصص هنود الأباشي التي تتحدث عن شد وثاق السجين عند كثبان قرى النمل لضمان ميتات مطولة ومؤلمة ليست من نتاج خيال أفلام الغرب الهوليوودية.
على أن محور التعذيب بواسطة الجراثيم كان قد تطور على يد أحد أمراء بخارى في القرن التاسع عشر. وبخارى هي ما يعرف اليوم بأوزباكستان. حيث كان يلقي بأعدائه السياسيين في حفرة البق، وهي حفرة عميقة مغطاة بحاجز من القضبان ومملوءة بقراد الحيوانات -حشرة تمتص دم الحيوانات- والبق القاتل. ويمكن تشبيه لدغة الأخيرة بوخزة إبرة ساخنة، بالإضافة إلى أن الرضاب الذي كان يهجم أنسجة الضحايا، حتى "تنتزع كتل من لحمهم عن عظامهم"، حسب كلمات أحد جلاوزة الأمير.
وإذن، ما هو وجه المفاجئ في أن تستغل الولايات المتحدة رهاب خوف المعتقلين لديها من الحشرات؟ تبدو هذه وكأنها أول حالة تستخدم فيها الحشرات لإيقاع الإرهاب النفساني. وعلى أن سولجينيتسين كان قد وصف استخدام صناديق بق الفراش في مراكز الاعتقال السوفييتية، إلا أنه يعتقد بأن ذلك كان يستهدف التسبب بمعاناة جسدية -فيما خطط الناشطون في وكالة الاستخبارات المركزية بشكل واضح لاستخدام حشرة لا تضر جسدياً، (ذكرت دودة القز بهذا الخصوص).
في أعقاب ما بدا وأنه استنفاد للاستخدامات البشعة للحشرات كعملاء غير أذكياء في الصراعات البشرية، استطاعت الولايات المتحدة العثور على طريقة جديدة -بعد 100.000 عام أو نحو ذلك من إلحاق بني البشر الألم ببعضهم البعض من خلال استخدام النحل والدبابير- لاستغلال العالم الطبيعي كوسيلة لخلق المعاناة.
ثمة العديد من الحجج ضد استخدام التعذيب. لكن هناك حجة عملية من بينها: إننا إذا ما عذبنا الآخرين، فإنهم ربما يعذبونا. ويسري هذا أيضا على التعذيب النفسي.
ماذا لو أعلنت مجموعة إرهابية أن ناشطيها قد أدخلوا حمى "وادي الصدع" إلى الولايات المتحدة؟ إن من شأن هذا المرض الذي تحمله البعوضة أن يجعل من فيروس النيل الغربي يبدو مقارنة وكأنه حالة زكام. ونظراً إلى وجود أنواع مستوطنة من البعوض في كل زاوية من أميركا، والقادرة على نقل الفيروس، فإن حمى وادي الصدع ستنتشر في عموم البلاد، ومن الممكن أن يصاب بالمرض مئات الآلاف من الناس مع احتمال وفاة الآلاف وإصابة العديدين غيرهم بالعمى. ومن الممكن أن تخسر تجارة المواشي بلايين الدولارات نتيجة إجهاض رؤوس الماشية للأجنة وتعرضها لحالات الإسهال المفضي إلى النفوق. ولك أن تتخيل الرعب الذي سيعم لو أن كل عضة بعوضة هذا الصيف ستكون المسبب لمرض يفضي إلى التهاب دماغك، أو إلى إصابة أعضائك الداخلية بنزيف داخلي؟
إن فرص حدوث ذلك تبقى ضئيلة. بل إن الإرهابيين قد يستعملون الخديعة في ذلك. لكن الإرهاب -والتعذيب- يمكن أن يكونا نفسيين أيضاً.

* أستاذ العلوم الطبيعية والإنسانيات في جامعة ويومنغ، وهو مؤلف كتاب "جنود بست سيقان: استخدام الحشرات كأسلحة حرب


منقول

ليست هناك تعليقات: