برغم التحديات التي واجهتها عمليات تربية النحل في العراق والتي تشكل العواصف الترابية التحدي الاهم فيها خاصة خلال السنوات الاخيرة وما ألحقته من خسائر بخلايا النحل وصلت الى هلاك 30 بالمئة منها .
بيد انها استطاعت ان تستمر وتعاود النجاح من جديد خلال العامين الماضيين، خاصة في ظل الدعم المتنوع لمربيها والمقدم من وزارة الزراعة ومنظمات المجتمع المدني والجانب الاميركي.
وزارة الزراعة ممثلة بالهيئة العامة لوقاية المزروعات، شكلت من جانبها بداية عام 2008 لجان متابعة بالتعاون مع الهيئة العامة للارشاد والتعاون الزراعي للقيام بزيارات دورية الى المحافظات للوقوف على معوقات تطوير تربية النحل، علاوة على طبع وتوزيع نشرات ارشادية تعريفية بمبادئ تربيتها على وفق احدث ماوصلت اليه التجارب العالمية المماثلة بغية تطبيقها في البلاد.
حيث اوضح مدير الهيئة العامة لوقاية المزروعات حميد الشيخ راضي بتصريح خاص لـ"الصباح"، ان ملاكات الهيئة كانت قد جردت مستلزماتها بمخازن الشركة العامة للتجهيزات التابعة للوزارة لتوزيعها بين مديريات الزراعة في المحافظات وعلى وفق الحاجة الفعلية للمربين فيها وباعتماد جداول اعدت سلفا، فضلا عن تهيئة الاراضي ضمن عدد من المناحل في المحافظات لزراعتها بالبرسيم كمصدر غذائي للنحل وتشكيل لجان لترميم سطوح بناياتها منعاً لتسرب الأمطار، واهمها منحل "الراشدية"، بغية زراعتها بالبرسيم كمصدر غذائي للنحل، فضلا عن ترميم سطوح بنايات المناحل منعاً لتسرب الامطار، كاشفا عن ان الشركة العامة للتجهيزات الزراعية وزعت من جانبها العام الماضي ثلاثة الاف و25 وحدة من مستلزمات ومعدات تربية النحل. واضاف الشيخ راضي ان ملاكات الهيئة كانت قد اسهمت ومن خلال جهود ملاكات الارشاد، بإدخال ملكات النحل من اصول وسلالات متميزة لتحسين سلالات النحل الحالية، والتي تم خلالها اختيار سلالة ايطالية تتميز بالانتاجية العالية وملاءمتها للظروف البيئية في العراق، علاوة على اعداد نشرات ارشادية للتعريف بمبادئ تربيته، مؤكدا سعي الوزارة الجاد باعتماد برامج عمل طموحة تتبنى احدث ما وصلت اليه البحوث بمجال تحسين السلالات المرباة في المحافظات كافة.
مدير الهيئة العامة للارشاد والتعاون في الوزارة قيس عزيز بين بتصريح خاص لـ"الصباح" ان تربية النحل في البلاد شهدت تطورا ملحوظا خلال المدة من عام 2003 وحتى الان، متمثلة بزيادة اعداد المزاولين لهذا النشاط ومن خلال دعم الوزارة لقطاع النحالين الراغبين بانشاء مشاريع المناحل باقراضهم مبلغ خمسة ملايين دينار من المصرف الزراعي التعاوني بدون فوائد ويتم استيفاء مبالغها باقساط على اربع سنوات، لافتا الى ان الهيئة كانت قد وزعت خلال المدة المذكورة اكثر من 750 خلية نحل على مربيها في جميع المحافظات.عزيز اشار الى ان مجلس الوزراء كان قد اقر بداية عام 2008 خطة لدعم مربي النحل بدعمهم بمبلغ 20 مليون دينار لكل محافظة، من خلال توزيع خلايا النحل بين مربيها بنسبة دعم 50 بالمئة، حيث تم توزيع سبعة الاف اساس شمعي تركي المنشأ ومثله صيني المنشأ، علاوة على توزيع ثمانية الاف و210 "أبستان" لمكافحة مرض "الفاروا"، كاشفا ان صناعة النحل في البلاد شهدت نشاطا وصفه بالمتميز، عكسه ازدياد اعداد النحالين خلال مدة سبع سنوات، ضاربا المثل بأعداد النحالين في محافظة كركوك من 200 وما يقرب من اربعة الاف خلية نحل عام 2004 الى ما يقرب من 500 مرب واكثر من سبعة الاف و400 خلية نحل خلال العام الماضي.
وقد وقعت جمعية النحالين العراقيين عقدا مع فريق اعمار بابل PRT بمبلغ مليون دولار لتنفيذ مشاريع واعدة للنهوض بأعمال مربيها، مطالبة الجهات ذات العلاقة لتعويض المربين عن هلاك ما يزيد على 30 بالمائة من طوائف النحل جراء العواصف الترابية، فيما شكلت وزارة الزراعة لجان متابعة للقيام بزيارات دورية للمحافظات للوقوف على معوقات تربيتها.
مربو النحل في المحافظات كافة، كانوا قد تعرضوا لخسائر وصفت بـ"الفادحة" جراء العواصف الترابية المتعددة التي ضربت البلاد في اوقات متقاربة خلال العامين الماضيين بشكل مكثف، وستضرب مجددا على وفق ما اكدته في وقت سابق اواسط العام الماضي الهيئة العامة لمكافحة التصحر في وزارة الزراعة، والتي تلف نتيجتها اكثر من 30 بالمائة من طوائف النحل لديهم علاوة على تدني مستوى اعداد الطوائف المتبقية، وهو ما دعا منظمات المجتمع المدني المختصة بالنحل في البلاد لدعوة الجهات الحكومية لوضع آليات محددة تتبنى على اساسها سياسة تعويض واضحة وبما يدعم هذه الشريحة الهامة.
الجانب الاميركي من جانبه قدم خلال العام الماضي دعما معنويا بمبلغ مليون دولار للنهوض بواقع تربية النحل، تحدث عنها رئيس جمعية النحالين العراقيين نبيل الجبوري بتصريح خاص بـ"الصباح"، بالقول: ان الجمعية وقعت عقدا مع فريق اعمار بابل PRT بمبلغ مليون دولار لتنفيذ مشاريع واعدة للنهوض بأعمال مربيها، تتضمن تشييد معمل تعليب للعسل بطاقة طنين يوميا، فضلا عن معمل متطور لانتاج عبوات متنوعة من العسل والصناعات التحويلية له، علاوة على تنفيذ مركز تدريبي نموذجي لتطوير قدرات منتسبي الجمعية وادخالهم بدورات تأهيلية تأخذ على عاتقها المامهم بآخر المستجدات الحاصلة عالميا، علاوة على مشروع لتربية ملكات العسل باستعمال جهاز "جنتر" وبما ينمي اعداد الخلايا ضمن مناطق الفرات الاوسط البالغة 17 الف خلية.
الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق