Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

22‏/02‏/2010

رحلة العسل .. من الفراعنة إلى العرب


العسل عند الفراعنة دواء واليونانيين مهارة وذكاء والرومانيين بديل للمال
العسل هو مادة لزجة حلوة المذاق يُنتجها النحل من رحيق الازهار ويحوّلها الى سائل لذيذ سميك القوام. وبالاضافة الى صناعة العسل يقوم النحل بتحويل جزء من جنى الرحيق الذي يمتصّه الى شمع يفرزه من خلال خلايا خاصة توجد في الجزء الاسفل من بطونه، ويستعمله في بناء الخلايا النحلية التي تسمى «النخاريب».
منذ القديم اكتشف الانسان الاول العسل كغذاء ودواء، فمن المعروف أن معظم الشعوب القديمة كانت تؤمن بالخلود، وتعتقد أن العسل هو الوسيلة المثلى والفضلى للاستمرار، واعتبروه رمزاً للنقاء والطهارة الروحية، فوَرَدَ ذكره في الحكايات الشعبية والاغاني الفولكلورية. وحَفَلت «التوراة» في اكثر من مكان بالكلام عن العسل، خصوصاً عند الحديث المسهب عن فلسطين كبلاد اللبن والسمن والعسل، وذلك لوفرة ما فيها من أطياف النحل من جهة، وما تحتويه ارضها من ثراء في تنوّع الزهور البرّية والاشجار المثمرة.
اشتهر الفراعنة بطريقة «تحميل» النحل في مراكبهم لينقلوها من مصبّ النهر الى حدود منابعه، وذلك تتبّعاً ولحاقاً تدريجياً وراء مواسم الزهر ومراقبتها، إذ إنها كلما تفتّحت في منطقة تكون قد ذَبلَت في أخرى.. وهكذا...
ولقد وُجدت وثيقة مخطوطة على ورق البردي في مصر تعود الى ما قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد وتحمل عنوان: «كتاب تحضير الادوية لكل امراض الجسم»، ويدخل العسل بشكل أساسي في تركيبها.
هذا الى جانب استخدامهم له في تحنيط موتاهم وضع الضمادات الطبية وأثناء العمليات الجراحية، وايضاً استعملوه كمادة «مُحَلّية» في الاستعمالات البيتية في صنع الحلوى وبعض أصناف الطعام، وثمّنوه عالياً الى درجة موازاته بالعملة النادرة.
كذلك استعملوه كطعام للذبائح التي كانوا يقدمونها قرابين للآلهة. ولقد وُجدت مقادير من العسل في مقابر فرعونية لم تفسد بمرور الزمن وإنما تغيّر لونها فقط ومال نحو السواد، كما عثر على ملاعق في برميل وعليها آثار العسل. وعثر ايضاً على جثة طفل مغمورة في إناء مملوء بالعسل وهي بحالة جيدة. وهذا دليل على ما تحتويه هذه المادة من مزايا فريدة جعلت جثة هذا الطفل لا تتعفّن ولا تعطب مدة 4500 سنة!!
ويروى أن جثة الاسكندر المقدوني أُرسلت بعد وفاته الى مسقط رأسه وهي مغمورة بالعسل للحفاظ عليها.
وكان الفينيقيون والعبرانيون والاغريق والرومان والاشوريون يستخدمون العسل في جميع مراسم طقوسهم الدينية وكذلك في حفظ اللحوم من التلف.
أساطير يونانية
واعتبر القدماء أن العسل يجعل الناس مهرة وأذكياء. وما زال بعض الناس الى اليوم يضعون مأكولات خاصة بالاعياد عمادها العسل وذلك تيمناً واستبشاراً، وحتى اعتقاداً بمزاياه الخفية في تنمية الذكاء والفطنة والانتباه وإطالة العمر وتجديد الخلايا.
وتروي الاساطير اليونانية عن العسل بأنه: «الندى الذي تقطّره نجوم السماء مع قوس قزح وينحدر الينا بواسطة الازهار».
كان اليونانيون في ذلك الزمن يقدمون للآلهة طبقاً مملوءاً بالعسل مع رغيف خبز وكأس ماء، وذلك عند طلبهم منها أمراً يكونون بأمسّ الحاجة اليه، كما أن نساء «اسبرطة» كنّ يضعن هدايا من العسل في الكهوف وفجوات الاشجار والمغاور التي تسكنها - على حدّ زعمهم - الارواح الشريرة، وذلك استرضاءً لها واتّقاءً لشرّها.
.. ورومانية
أما عند الرومان فلقد بلغت قيمة العسل درجة من القوة أصبح على أثرها يُقبل كبديل عن المال في دفع الجزية المتعيّنة على الشعوب التي استعمروها وحكموها، ففي أيامهم صار يُنظر الى «تربية النحل» كعمل ونشاط لا يمارسه الا الأشراف والنبلاء ومدعاة للتفاخر أينما كان. كما أنهم استعملوا «نحلهم» في الحروب وذلك بإطلاقه على أعدائهم كقوة تقوم باللسع والقرص!!
كان العسل على رأس قائمة الاعتقادات البدائية المبنية على الاساطير والمتخيلات، فقد كان «البراهمة» يمسحون شفتي العروس وأذنيها بالعسل وذلك لإبعاد التعاسة وجلب الحظ والسعادة خلال حياتها الزوجية. وكانت شعوب الشرق الاقصى تهتم بخصوبة العروس اكثر من الاهتمام بمسائل الحظ، ولذلك فقد كانوا يدلّكون ثدييها بالعسل كي تنجب ما يحلو لها من البنين.
مكانة عظيمة عند المسلمين
عرف العرب النحل والعسل منذ زمن بعيد وتحدثوا عنهما نثراً وشعراً، ثم احتلّ عند المسلمين مكانة عظيمة، وذكره القرآن الكريم بصفته شراب أهل الجنّة وطعامهم.
مصادره وأنواعه
العسل هو مادة لزجة حلوة المذاق يُنتجها النحل من رحيق الازهار ويحوّلها الى سائل لذيذ سميك القوام. وبالاضافة الى صناعة العسل يقوم النحل بتحويل جزء من جنى الرحيق الذي يمتصّه الى شمع يفرزه من خلال خلايا خاصة توجد في الجزء الاسفل من بطونه، ويستعمله في بناء الخلايا النحلية التي تسمى «النخاريب».
وتختلف انواع العسل باختلاف مصادره وذلك من حيث اللون والشذا والمذاق والكثافة، هذا الى جانب عوامل اخرى تؤثر في تشكيل صفاته مثل نوع التربة التي تنبت فيها أزهار النباتات وثمار الفواكه، مضافاً اليها التقلبات المناخية.
وينتج النحل العسل كمخزون خاص به يتغذى عليه أيام فصل الشتاء الذي تتوقف فيه النباتات والاشجار عن طرح الزهر فيقلّ الرحيق ويندر إن لم ينعدم طوال الفصل.
وعادةً ما يكون انتاج النحل كبيراً وبكميات تفيض عن حاجته الغذائية، ويقوم الانسان بجمع هذا الفائض للاستفادة منه غذائياً الى جانب تركيب الادوية الطبية والعلاجات التجميلية وغيرها.
القبس

ليست هناك تعليقات: