هموم نحــــــال!!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أكثر ما يؤرق ويشغل بال المهتمين بتربية النحل وإنتاج العسل المحلي ذو المواصفات العالية هو قلة الغطاء النباتي في كثير من مناطق العالم العربي وخاصة وسط الجزيرة العربية والتي تعد من أكثر مناطق العالم جفافا وقلة في الأمطار وندرة في الأشجار المفيدة للبيئة والتي تساعد على تقليل تصحر هذه المناطق الكبيرة والشاسعة .

عند النظر في حال الكثير من أماكن توفر الأشجار في منطقة نجد تجد الكثير من المفارقات الكبيرة وعدم الوعي والإدراك بقيمة كل شجرة من هذه الأشجار والتي ظلت وبقية متمسكة بالحياة بقدر ما تتعرض له من الرعي الجائر أو الأمراض والآفات أو من قلة وندرة الأمطار ومع ذلك فهي صابرة وتقاوم لعلها تجد الاهتمام والرعاية من قبل من حولها والقائمين عليها وهم جميع أفراد المجتمع بدون استثناء المتنزه والراعي والنحال وأهل البادية والحاضرة والجهات ذات العلاقة , فكل أولئك عليهم دور كبير في الحماية والاهتمام والإحساس بكل ما يهم هذه الشجرة وعليهم المحافظة عليها والعض عليها بالنواضج لكي تبقي وتسلم عزيزة قوية بحيث نجني منها الكثير من الخضرة والطبيعة الجميلة وزيادة البذور ورقعة المساحة الخضراء وقطف الاعسال النادرة وجني الأوراق المهمة في العلاج وإيجاد بيئة لنمو وأكثر هذه الأشجار بالسماح ببذورها بالانتشار والإنبات وملجأ للطيور والحيوانات المنقرضة .

غريب إنسان هذا العصر أو هذا الوقت وخصوصاً نحن العرب لماذا هذه القسوة في قلوبنا وعلى كافة الأصعدة فالكثير من دول العالم الغنية بالأمطار والغابات هناك اهتمام قوي وأنظمة وقوانين لحماية الغابات والأشجار من العبث ومن الدمار , ونحن هنا نرى الكثير من العبث في أعداد الأشجار المتبقية في هذا الوطن والتي تعد على أصابع اليدين في بعض المواقع أما الرعي الجائر أو الاحتطاب ومع ذلك لا يحرك فينا ساكنا أبداً لا على مستوي الإفراد أو الحكومي فمتى يستيقظ ضميرنا ومتى نقوم من نومنا لكي نحافظ على ما تبقي من ثروات!!!! لعله يكون قريبا .

هذه بعض ملاحظات أخوانكم النحاله والتي تربطهم علاقة قوية وشديدة مع مختلف نباتات وأشجار هذا البيئة الغالية عليهم وعلى الجميع وهم من أكثر الناس قربا منها ويسمعوا شكواها ويلحظوا ويهتموا بكل ما يكدر ويسبب التعب والمشاكل لها ويفرحوا بكل خبر سار يدعم حمايتها والمحافظة عليها سواء بسقوط الأمطار وكثرتها وهذه منه من الله , أو بأمور حمايتها وحفظها أو أي مشروع يعزز الحافظ عليها وتنميتها وأكثارها , نحاول جاهدين إيصال شكوى تلك الأشجار للمسئولين والمهتمين على كافة الأصعدة ولكن صوتنا وأمكنتنا ضعيفة بضعف حبيبتنا الشجرة , ولكن كلنا أمل بان يوفق الله جهد كل مهتم بهذه الثروة وان يسمع صوت النحاله وغيرهم من المهتمين بالبيئة والمحافظ على الثروة النباتية .

هذه المقدمة لعل فيها الخير ولعلها تصل لكل فرد أو مسئول يعني وله دور في حماية هذه الغابات أو الغبيات تصغير لها . ونحن استبشرنا خير من خلال سمعنا من المسئولين في بعض الدول العربية في وزارة الزراعة مشاريع استزراع الأماكن المهيأة للاستزراع لأنواع أشجار بيئتنا والتي انقرضت بسب الرعي الجائر. ويرى الجميع من أخوانك النحاله أن الأهم ألان هو المحافظ على الأشجار المتبقية القديمة القائمة والتي لها قرون وباقية على قيد الحياة والتي وصلت إليها أيدي العابثين والرعاة . فالكثير من غابات السدر والطلح انقرضت ولم يتبقي منها ألا أعواد خالية والدور الآن على الباقي منها ويوجد لدينا الكثير من المواقع المهددة بالزوال والاندثار والتي نتمنى أولا المحافظة عليها وحمايتها لأنها هي الأصل والكثير من النماذج التي حميت مثل روضة خريم والتنهاة أصبحت الآن مزدهرة وفيها الكثير من الإنبات الجديد والذي لا يكلف أو يحتاج إلى مصاريف وإنما أنبات طبيعي في بيئته وبالإمكان اخذ الإنبات الصغير الكثيف الموجود الآن في الفياض المحمية ونقلة إلى ألاماكن التي تحتاج إلى أنبات , لكن الخطوة الأهم من الإنبات هو تحديد الفياض والشعاب المهددة بالانقراض والتلف وحميتها واخذ الإنبات الطبيعي منها لأنها هي الأصل وهي الممول القوي لنا بالبذور والشجيرات الصغيرة وهذا سوف يوفر لنا الكثير من التكليف و الوقت .

اعتذر على الإطالة للهموم بقية سوف اعرضها عليكم لاحقا

أخوكم صالح عبدالعزيز الجربوع