Powered By Blogger
أهلاً وسهلاً بكم في مدونة منحل الديوانيه ......... يسرنا مشاركتك فيها
Welcome to Diwaniyah Apiary Blog... We are pleased to hear from you

21‏/04‏/2010

ثقافة النمل وثقافة النحل



اذا نظرنا الى النمل فسنجد أن من أهم صفاته والتى يتميز بها هى النظام ، حيث نجد النمل يسير فى شكل سرب منظم وهو يبحث عن الغذاء ، فمع صغر حجم النملة نجد انها يمكن أن تؤذى وتسبب اذى لبعض الحيوانات المفترسة ، فمثلا اذا دخلت نملة فى اذن أسد مفترس ممكن أن تؤدى الى وفاته ، ولكن ما يؤخذ على النمل انه كسول ويسير ببطء ، فهو طوال الشتاء فى حالة بيات شتوى ولا يعمل ، فهو يقوم بجمع غذائه فى فترة الصيف ويظل طوال فترة الشتاء فى حالة سكون ، ويؤخذ أيضا على النمل بأنه روتينى و لا يميل الى الابتكار ، ولكن فى نفس الوقت نجده منظم و يتحرك بشكل منتظم ومنظم ، فمملكة النمل تمثل المجتمع الاستهلاكي العاجز عن الإنتاج ، ولكنه غير عاجز عن الاستيراد والتخزين ، ولكن فى نفس الوقت لديه القدرة على العمل فى شكل جماعى ، فنجد أن منظومة عمل النمل تتميز دائما بروح العمل الجماعى ، و انه يستطيع أن ينقل جبل كبير من السكر من مكان الى مكان أخر بعيد وفى وقت قياسى دون ملل او كلل من خلال مجموعات عمل منظمة . لذا ما نستخلصة من ثاقة النمل ان لدية ايجابيات يجب النظر والاستفادة منها وايضا لديه سلبيات يجب النظر اليها والابتعاد عنها .
واذا نظرنا الى النحل فنجد انه يتحرك بشكل أكثر سرعة ، ويعمل طوال العام بنشاط ولا يمل ، و لديه القدرة على التفاعل مع المجتمع المحيط به ، ويتميز النحل بأنه فى النهاية ينتج لنا العسل الذى نستفيد منه اى ان ثقافته انتاجية . لذا فان النحل يتميزعن النمل بأنه أمة إنتاجية صناعية ، وأنها امة قادرة على تحويل الرحيق إلى عسل ، وأنها تتبع نظاماً دقيقاً صارماً في بناء حياة آمنة هادئة مطمئنة .‏ وقد قال اللة تعالى فى القرأن الكريم " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " ،
وعندما نقارن بين ثقافتى النمل والنحل نجد هناك تباين واختلاف كبير جدا وواضح مع أن الاختلاف فى كلمة النمل وكلمة النحل لا يختلفا الا فى حرف واحد فقط وهو حرف الميم و النون ، وقد جلست أفكر بينى وبين نفسى ووجدت أننا نتعلم بعض الصفات من بعض الحيوانات والطيور ، فمثلا الاسد رمز للشجاعة والقوة وكهذا النسر والصقر . فلماذ لا ننظر ونتعلم من باقى مخلوقات اللة سبحانه وتعالى وقد اختص اللة سبحانه وتعالى النمل والنحل بأسماء سورتين بالقران الكريم وهما سورة النمل وسورة النحل ، وهي سور طويلة ذات دلالة لابد من تأملها .
وعندما نقارن بين ثقافة النمل وثقافة النحل نجد بينهما تباين كبير يدعو الى التفكير والتأمل ، فعندما تنظر اليهما بنظرة الاختيار والتفضيل فانك تشعر بنوع من الحيرة ، أيهما تفضل ان تتبعه كمنهج لك ؟ هل ثقافة النمل أفضل أم ثقافة النحل ؟ فلكل منهما له اسلوب ومنهج ، أم تفضل ان تأخذ بعض مميزات النمل مثل النظام وروح العمل الجماعى، وتأخذ بعض مميزات النحل فى الابتكار والسرعة والقدرة على العطاء والانتاج ؟ . لـذا علينا جميعا كشباب أن نختار ونقرر الاسلوب الامثل الذى يجب علينا جميعا أن ننتهجه ، ونستطيع من خلاله تحقيق أهدافنا التى نسعى الى تحقيقها ، ليس فقط فى حياتنا العملية ، ولكن فى جوانب حياتنا المختلفة ، علينا أن نحدد منهج واضح نسير عليه ، و ليس من العيب أن ننظر وندرس عادات وأسلوب عمل بعض الكائنات الاخرى طالما يمكن أن نتعلم منها وتضيف لنا ، ليس من العيب أن ننظر ونتعلم من ثقافة النمل وأيضا أن ننظر ونتعلم من ثقافة النحل .
ما أريد أن أصل اليه فى النهاية هو أنه علينا أن نستخلص من الاخرين ما يمكن أن يفيدنا ونتجنب ما لا يفيدنا ، فلكل كائن على الكرة الارضية اسلوب وثقافة وفائدة ، وعلينا أن نستفيد ونتعلم من الاخر ، نستفيد من ايجابياته ونتجنب سلبياته ، ومن المعقول ايضا أن نتعلم من ما يدور حولنا من كائنات حية ومن ظواهر طبيعية . فالنمل وطبيعته الاستهلاكية بالتاكيد له مميزات وثقافة يمكن أن نستفيد منها ، والنحل وثقافته الانتاجية بالتأكيد يجب ان نتعلم ونستفيد منه .
فى النهاية علينا أن لا نكف عن التأمل والبحث والمعرفة ، فالحياة مليئة بالتجارب والثقافات ليس فقط بين البشر ولكن بين الكائنات الحية جميعها .
http://www.ndp.org.eg

ليست هناك تعليقات: